الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ ٱللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ }

{ إن تمسسكم حسنة } اى تصبكم ايها المؤمنون حسنة بظهوركم على عدو لكم وغنيمة تنالونها وتتابع الناس فى الدخول فى دينكم وخصب فى معاشكم { تسؤهم } اى تحزنهم حسدا الى ما نلتم من خير ومنفعة { وان تصبكم سيئة } مساءة باخفاق سرية لكم او اصابة عدو منكم او اختلاف يكون بينكم او جدب ونكبة { يفرحوا بها } يشمتون مما اصابكم من ضرر وشدة وذكر المس مع الحسنة والاصابة مع السيئة للايذان بان مدار مساءتهم ادنى مراتب اصابة الحسنة ومناط فرحهم تمام اصابة السيئة { وان تصبروا } على عداوتهم او على مشاق التكاليف { وتتقوا } ما حرم الله عليكم ونهاكم عنه { لا يضركم كيدهم } مكرهم وحيلتهم التى دبروها لاجلكم. والكيد حيلة لطيفة تقرب وقوع المكيد به فيها { شيأ } نصب على المصدرية اى لا يضركم شيأ من الضرر بفضل الله وحفظه الموعود للصابرين والمتقين ولان المجد فى الامر المتدرب بالاتقاء والصبر يكون جريئا على الخصم { ان الله بما يعملون } فى عداوتكم من الكيد { محيط } علما فيعاقبهم على ذلك. والاحاطة ادراك الشىء بكماله. فينبغى للمرء ان يجانب اعداء الله ويصبر على اذاهم فانه امتحان له من الله مع انهم لا يقدرون على غير القدح باللسان كما قال تعالىلن يضروكم إلا أذى } آل عمران 111. والطعن لم يتخلص منه الانبياء والاولياء فكيف انت يا رجل وكلنا ذلك الرجل
توروىازبر ستيدن حق مييج مهل تانكيرند خلقت بهيج رهايى نيابدكس ازدست كس كرفتاررا جاره صبرست وبس   
وفى قوله تعالىلا تتخذوا بطانة من دونكم } آل عمران 118. اشارة الى ان الحامل لاسرار الرجل ينبغى ان يكون من جنسه معتمدا عليه مؤتمنا وربما يفشى الرجل سره الى من لم يجربه فى كل حاله فيفتضح عند الناس
ان الرجال صناديق مقفلة ومفاتيحها الا التجاريب   
فلا تغتر بظاهر انسان حتى تعرف سريرته. قال الامام الغزالى ولا تعول على مودة من لم تختبره حق الخبرة بان تصحبه مدة فى دار أو موضع واحد فتجربه فى عزله وولايته وغناه وفقره او تسافر معه او تعامله فى الدينار والدرهم او تقع فى شدة فتحتاج اليه فان رضيته فى هذه الاحوال فاتخذه أبا لك ان كان كبيرا او ابنا ان كان صغيرا او اخا ان كان مثلا لك واذا بلغك من الاخوان غيبة او رأيت منهم شرا او اصابك منهم ما يسوءك فكل امرهم الى الله ولا تشغل نفسك بالمكافاة فيزيد الضرر ويضيع العمر لشغله. ومن بلاغات الزمخشرى ما قدع السفيه بمثل الاعراض وما اطلق عنانه بمثل العراض اى المعارضة ونعم ما قيل
اصبر على مضض الحسو د فان صبرك قاتله والنار تأكل نفسها ان لم تجد ما تأكله   

السابقالتالي
2