الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ ٱلنَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِٱلْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ ٱللَّهِ يَكْفُرُونَ }

{ أو لم يروا } اى الم ينظر اهل مكة ولم يشاهدوا { انا جعلنا } أى بلدهم { حرما } محترما { آمنا } مصونا من النهب والتعدى سالما اهله آمنا من كل سوء { ويتخطف الناس من حولهم } التخطف بالفارسية ربودن وحول الشىء جانبه الذى يمكنه ان يتحول اليه اى والحال ان العرب يختلسون ويؤخذون من حولهم قتلا وسبيا اذا كانت العرب حوله فى تغاور وتناهب { أفبالباطل يؤمنون } اى أبعد ظهور الحق الذى لاريب فيه بالباطل وهو الصنم او الشيطان يؤمنون دون الحق وتقديم الصلة لاظهار شناعة مافعلوه وكذا فى قوله { وبنعمة الله } المستوجبة للشكر { يكفرون } حيث يشركون به غيره. وفى التأويلات النجمية { أفبالباطل } وهو ماسوى الله من مشارب النفس { يؤمنون } اى يصرفون صدقهم { وبنعمة الله } وهى مشاهدة الحق { يكفرون } بان لايطلبوها انتهى انما فسر الباطل بما سوى الله لان ماخلا الله باطل مجازى اما بطلانه فلكونه عدما فى نفسه واما مجازيته فلكونه مجلى ومرآة للوجود الاضافى. واعلم ان لكفر بالله اشد من الكفر بنعمة الله لان الاول لايفارق اثانى بخلاف العكس والكفار جمعوا بينهما فكانوا اذم