الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ لِيَكْفُرُواْ بِمَآ آتَيْنَاهُمْ وَلِيَتَمَتَّعُواْ فَسَوْفَ يَعلَمُونَ }

{ ليكفروا بما آتيناهم } اللام فيه لام كى اى ليكونوا كافرين بشركهم بما آتينا من نعمة النجات التى حقها ان يشكروها { وليتمتعوا } اى ولينتفعوا باجتماعهم على عبادة الاصنام وتوادهم عليها ويجوز ان تكون لام الامر كليهما ومعناه التهديد والوعيد كما فى اعملوا ماشئتم { فسوف يعلمون } اى عاقبة ذلك وغائلته حين يرون العذاب وفى التأويلات وبقولهفاذا ركبوا فى الفلك } يشير الى ان الاخلاص تفريغ القلب من كل ما سوى الله والثقة بان لانفع ولاضرر الا منه وهذا لايحصل الا عند نزول البلاء والوقوع فى معرض التلف وورطة الهلاك ولهذا وكل بالانبياء والاولياء لتخليص الجوهر الانسانى القابل للفيض الالهى من قيد التعلقات بالكونيين والرجوع الى حضرة المكوّن فان الرجوع اليها مركووز فى الجوهر الانسان لو خلى وطبعه لقولهان الى ربك الرجعى } فالفرق بين اخلاص المؤمن واخلاص الكافر بان يكون اخلاص المؤمن مؤيدا بالتأييد الالهى وانه قد عبدالله مخلصا فى الرخاء قبل نزول البلاء فنال درجة الاخلاص المؤيد من الله بالسر الذى قال تعالى " الاخلاص سر بينى وبين عبدى لايسعه فيه ملك مقرب ولانبى مرسل " فلا يتغير فى الشدة والرخاء ولا فى السخط والرضى واخلاص الكافر اخلاص طبيعى قد حصل له عند نزول البلاء وخوف الهلاك بالرجوع الطبيعى غير مؤيد بالتأييد الالهى عند خمود التعلقات كرا كبى الفلكدعوا الله مخلصين له الدين } دعاء اضطراريا فاجابهم من يجيب المضطر بالنجاة من ورطة الهلاكفلما نجاهم الى البر } وزال الخوف والاضطرار عاد الميشوم الى طبعه { اذاهم يشركون ليكفروا بما آتيناهم } اى ليكون حاصل امرهم من شقاوتهم ان يكفروا بنعمة الله ليستوجبو العذاب الشديد { وليتمتعوا } اياما قلائل { فسوف يعلمون } ان عاقبة امرهم دوام العقوبة الى الابد انتهى قال الشيخ سعدى
ره راست بايد نه بالاى راست كه كافر هم ازورى صورت جوماست ترا آنكه جشم ودهان داد ووكش اكر عاقلى در خلافش مكوش مكان كردن از شكر منعم مبيج كه روز بسين سر بر آرى بهيج   
قال الشيخ الشهير بزروق الفاسى فى شرح جزب البحر اما حكم ركوب البحر من حيث هو فلا خلاف اليوم فى جوازه وان اختلف فيه نظرا لمشقته فهوممنوع فى احوال خمسة. اولها اذا ادى لترك الفرائض اونقصها فقد قال مالك للذى يميد فلا يصلى الراكب حيث لا يصلى ويل لمن ترك الصلاة. والثانى اذا كان مخوفا بارتجاجه من الغرق فيه فانه لايجوز ركوبه لانه من الالقاء الى التهلكة قالوا وذلك من دخول الشمس العقرب الى آخر الشتاء. والثالث اذا خيف فيه الاسر واستهلاك العدو فى النفس والمال لايجوز ركوبه بخلاف مااذا كان معه امن والحكم للمسلمين لقوة يدهم واخذ رهائنهم ومافى معنى ذلك.

السابقالتالي
2