{ ان الذى } اى ان الله الذى { فرض عليك القرءان } اوجب عليك تلاوته وتبليغه والعمل به { لرادك } اى بعد الموت والرد الصرف والارجاع { الى معاد } اى مرجع عظيم يغضبك به الاولون والآخرون وهو المقام المحمود الموعود ثوابا على احسانك فى العمل وتحمل هذه المشقات التى لا تحملها الجبال. وقال الامام الراغب فى المفردات الصحيح مااشار به امير المؤمنين وذكره ابن عباس رضى الله عنهما ان ذلك الجنة التى خلقه الله تعالى فيها بالقوة فى ظهر آدم واظهره منه يقال عاد فلان الى كذا وان لم يكن فيه سابقا. واكثر اهل التفسير على ان المراد بالمعاد مكة تقول العرب رد فلان الى معاده يعنى الى بلده لانه يتصرف فى الارض ثم يعود الى بلده والآية نزلت بالجحفة بتدقيم الجيم المضمومة على الحاء الساكنة موضع بين مكة والمدينة وهو ميقات اهل الشام وعليه المولى الفنارى فى تفسير الفاتحة. والمعنى لراجعك الى مكان هو لعظمته اهل لان يقصد العود اليه كل من خرج منه وهو مكة المشرفة وطنك الدنيوى ـ وروى ـ انه لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من الغار مهاجرا الى المدينة ومعه ابو بكر الصديق رضى الله عنه عدل عن الطريق مخافة الطلب فلما امن رجع الى الطريق ونزل الجحفة وكانت قرية جامعة على اثنين وثمانين ميلا وكانت تسمى مهيعة فنزلها بنوا عبيد وهم اخوة عاد وكان اخرجهم العماليق من يثرب فجاءهم سيل فاجحفهم اى ذبه بهم فسميت جحفة فلما نزل اشتاق الى مكة لانها مولده وموطنه ومولد آبائه وبها عشيرته وحرم ابراهيم عليه السلام
فتنها درانجمن بيداشود از شور من جون مرا در خاطر آيد مسكن ومأواى دوست
فنزل جبريل عليه السلام فقال له أتشتاق الى مكة قال نعم
ممكن نشد شرح دهم اشتياق را
فاوحاها اى الآية اليه وبشره بالغلبة والظهور اى لرادك الى مكة ظاهرا من غير خوف فلا تظن انه يسلك به سبيل ابويك ابراهيم فى هجرته من حران بلد الكفر الى الارض المقدسة فلم يعد اليها واسماعيل من الارض المقدسمة الى اقدس منها فلم يعد اليها قال الحافظ
سروش عالم غيبم بشارتى خوش داد كه كسى هميشه بكيتى درم نخواهد ماند
قال ابن عطاء رحمه الله ان الذى يسر عليك القرآن قادر على ان يردك الى وطنك الذى ظهرت منه حتى تشاهد سرك على دوام اوقاتك كام قال فى التأويلات الكاشفى معاد فنا فى الله است دراحديت ذات وبقا بالله درمقام تحقق بجميع صفات وبرسالك متبصر اينجا سر منه بدا واليه يعود روشن ميكردد