الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ مَن جَآءَ بِٱلْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا وَمَن جَآءَ بِٱلسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى ٱلَّذِينَ عَمِلُواْ ٱلسَّيِّئَاتِ إِلاَّ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }

{ من جاء بالحسنة } هركجابيارد خصلت نيكو در روز قيامت { فله } بمقابلتها { خير منها } ذاتا ووصفا وقدرا اما الخيرية ذاتها فظاهرة فى اجزية الاعمال البدنية لانها اعراض واجزيتها جواهر وكذا فى المالية اذ لامناسبة بين زخارف الدنيا ونفائس الآخرة فى الحقيقة واما وصفا فلانها ابقى وانقى من الآلام والاكدار واما قدرا فللمقابلة بعشر امثالها لا اقل يعنى انه يجازى بالحسنة الواحدة عشرا فيكون الواحد ثوابا مستحقا والتسعة تفضلا وجودا والتسعة خير من الواحد من ذلك الجنس. وقال بعضهم الحسنة المعرفة وماهو خير منها هو الرؤية. او الاعراض عما سوى الله وماهو خير منه هو مواهب الحق تعالى لان الاعراض مضاف الى الفانى ومتعلق بالمخلوق والمواهب مضافة الى الباقى ومتعلقة بالقديم { ومن جاء بالسيئة } كالشرك والرياء والجهل ونحوها { فلا يجزى الذين عملوا السيئات } وضع فيه الظاهر موضع الضمير لتهجين حالهم بتكرير اسناد السيئة اليهم وفائدة هذه الصورة انزجار العقلاء عن ارتكاب السيآت
هرجه در شرع وعقل بد باشد نكند هركه باخرد باشد   
{ الا ماكانوا يعملون } الامثل ما كانوا يعملون فحذف المثل واقيم مقامه ما كانوا يعملون مبالغة فى المماثلة اخبر تعالى ان السيئة لايضاعف جزاؤها فضلا منه ورحمة ولكن يجزى عليها عدلا فليجتنب العبد عما نهت عنه الفتوى والتقوى اذ لكل نوع من السيئة نوع من الجزاء عاجلا وآجلا وفى المثنوى
هرجه برتو آيد از ظلمات وغم آن زبى شرمى وكستاخيست هم   
ـ حكى ـ عن ابراهيم بن ادهم رحمه الله انه كان بمكة فاشترى من رجل تمرا فاذا هو بتمرتين فى الارض بين رجليه ظن انهما من الذى اشتراه فرفعهما واكلهما وخرج الى بيت المقدس وفيه قبة تسمى الصخرة فدخلها وسكن فيها يوما وكان الرسم ان يخرج منها من كان فيها لتخلو للملائكة فاخرج بعد العصر من كان فيها فانحجب ابراهيم ولم يروه فبقى الليلة فيها ودخل الملائكة فقالوا ههنا حس آدمى وريحه قال واحد منهم هو ابراهيم بن ادهم زاهد خراسان وقال آخر الذى يصعد منه كل يوم الى السماء عمل متقبل قال نعم غير ان طاعته موقوفة منذ سنة ولم تستجب دعوته منذ سنة لمكان التمرتين عليه قال ثم نزلت الملائكة واشتغلوا بالعبادة حتى طلع الفجر ورجع الخادم وفتح القبة وخرج ابراهيم وتوجه الى مكة وجاء الى باب ذلك الحانوت فاذاهو بفتى يبيع التمر فسلم عليه وقال كان ههنا شيخ فى العام الاول فاخبره انه كان والدى فارق الدنيا فقص ابراهيم قصة التمرتين فقال الفتى جعلتك فىحل من نصيبى وانت اعلم فى نصيب اختى ووالدتى قال فاين اختك ووالدتك قال هما فى الدار فجاء ابراهيم الى الباب وقرعه فخرجت عجوز متكئة على عصاها فسلم ابراهيم عليها واخبرها القصة قالت جعلتك فى حل من نصيبى وكذا ابنتها فخرج ابراهيم وتوجه الى بيت المقدس ودخل القبة فدخلت الملائكة وقالوا هو ابراهيم وكان لاتستجاب دعوته منذ سنة غير انه اسقط ما عليه من التمرتين فقبل الله ماكان موقوفا من طاعته واستجاب دعوته واعاده الى درجته فبكى ابراهيم فرحا كان بعد ذلك لايفطر الا فى كل سبعة ايام بطعام يعلم انه حلال.

السابقالتالي
2