الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ ٱللَّهُ عَلَيْكُمُ ٱلنَّهَارَ سَرْمَداً إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ مَنْ إِلَـٰهٌ غَيْرُ ٱللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفلاَ تُبْصِرُونَ } * { وَمِن رَّحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ ٱلَّيلَ وَٱلنَّهَارَ لِتَسْكُنُواْ فِيهِ وَلِتَبتَغُواْ مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }

{ قل أرأيتم ان جعل الله عليكم النهار سرمدا } متصلا لا ليل له { الى يوم القيامة } باسكانها فى وسط السماء وتحريكها فوق الارض { من اله غير الله يأتيكم بليل تسكنون فيه } استراحة من متابعة الاسفار ولعل تجريد الضياء عن ذكر منافعه مثل تتصرفون فيه ونحوه لكونه مقصودا بذاته ظاهر الاستتباع لمانيط به من المنافع ولا كذلك الليل { أفلا تبصرون } هذه المنفعة الظاهرة التى لاتخفى على من له بصر وختم الآية به بناء على النهار فانه مبصر لا على الليل. وقال بعضهم وقرن بسكون الليل البصر لان غيرك يبصر من منفعة الظلام مالا تبصر انت من السكون. اعلم ان فلك الشمس يدور فى بعض المواضع رحويا لا غروب للشمس فيه فنهاره سرمدى فلا يعيش الحيوان فيه ولا ينبت النبات فيه من قوة حرارة الشمس فيه وكذلك يدور فلك الشمس فى بعض المواضع بعكس هذا تحت الارض ليس للشمس فيه طلوع فليله سرمدى فلا يعيش الحيوان ايضا فيه ولا ينبت النبات ثمة فلهذا المعنى قال تعالى { ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار } واز بخشايش خودبيا فريد بارى شماشب وروزرا { لتسكنوا فيه } اى الليل { ولتبتغوا من فضله } اى فى النهار بانواع المكاسب { ولعلكم تشكرون } ولكى تشركوا نعمته تعالى على مافعل
جرخ را دور شبانروزى دهد شب برو روز آورد روزى دهد خلوت شب بهر آن تاجان ريش رازدل كويد برجانان خويش روزها ازبهر غوغاى عوام تابدايشان كارتن كيرد نظام   
قال امام الحرمين وغيره من الفضلاء لاخلاف ان الشمس تغرب عند قوم وتطلع عند قوم آخرين والليل يطول عند قوم ويقصر عند آخرين وعند خط الاستواء يكون الليل والنهار مستويا ابدا. وسئل الشيخ ابو حامد عن بلاد بلغار كيف يصلون لان الشمس لا تغرب عندهم الا مقدار مابين المغرب والعشاء ثم تطلع فقال يعتبر صومهم وصلاتهم باقرب البلاد اليهم والاصح عند اكثر الفقهاء انهم يقدرون الليل والنهار ويعتبرون بحسب الساعات كما قال عليه الصلاة والسلام " يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كجمعة " فيقدر الصيام والصلاة فى زمنه كذا ورد عن سيد البشر. قال فى القاموس بلغار مدينة الصقالبة ضاربة فى الشمال شديدة البرد انتهى والفجر يطلع فى تلك الديار قبل غيبوبة الشفق فى اقصر ليالى السنة فلا يجب على اهاليها العشاء والوتر لعدم سبب الوجوب وهو الوقت لانه كما انه شرط لاداء الصلاة فهو سبب لوجوبها فلا تجب بدونه على ماتقرر فى الاصول وكذلك لاتجبان على اهالى بلدة يطلع فيها الفجر لما تغرب الشمس فيسقط عنهم مالايجدون وقته كما ان رجلا اذا قطع يداه مع المرفقين او رجلاه مع الكعبين ففرائض وضوئه ثلاث لفوات محل الرابع كذا فى الفقه.

السابقالتالي
2