الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ وَهُوَ ٱللَّهُ لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ ٱلْحَمْدُ فِي ٱلأُولَىٰ وَٱلآخِرَةِ وَلَهُ ٱلْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }

{ وهو الله } اى المستحق للعبادة وبالفارسية اوست خداى مستحق برستش { لا اله الا هو } لااحد يستحقها الا هو. وفى التأويلات النجمية { وهو الله لا اله } يصلح للالوهية { الا هو } وهو المتوحد بعز الهيته المتفرد بجلال ربوبيته لا شبيه يساويه ولا نظر يضاهيه { له الحمد } استحقاقا على عظمته والشكر استيجابا على نعمته { فى الاولى } اى الدنيا { والآخرة } لانه المولى للنعم كلها عاجلها وآجلها على الخلق كافة يحمده المؤمنون فى الآخرة كما حمدوه فى الدنيا بقولهمالحمد لله الذى اذهب عنا الحزن } الحمد لله الذى صدقنا وعده } ابتهاجا بفضله والتذاذا بحمده اى بلا كلفه { وله الحكم } فيما يخلق ويختار ويعز ويذل ويحيى ويميت اى القضاء النافذ فى كل شىء من غير مشاركة فيه لغيره وبالفارسية اوراست كار بركزاردن. قال فى كشف الاسرار وله الحكم النافذ فى الدنيا والآخرة ومصير الخلق كلهم فى عواقب امورهم الى حكمه فى الآخرة. قال ابن عباس رضى الله عنهما حكم لاهل طاعته بالمغفرة ولاهل معصيته بالشقاء والويل { واليه ترجعون } بالبعث لا الى غيره. وفى التأويلات النجمية { واليه ترجعون } بالاختيار او بالاضطرار فاما الاختيار فهو الرجوع الى الحضرة بطريق السير والسلوك والمتابعة والوصول وهذا مخصوص بالانسان دون غيره واما بالاضطرار فبقبض الروح وهو الحشر والنشر والحساب والجزاء بالثواب والعقاب. يقال ثمانية اشياء تعم الخلق كلهم الموت والحشر وقراءة الكتاب والميزان والحساب والصراط والسؤال والجزاء. واوحى الله تعالى الى موسى عليه السلام ياموسى لاتسأل منى الغنى فانك لاتجده وكل خلق مفتقر الىّ وانا الغنى. ولا تسأل علم الغيب فانه لا يعلم الغيب غيرى. ولاتسألنى ان اكف لسان الخلق عنك فانى خلقتهم ورزقتهم واميتهم واحييهم وهم يذكروننى بالسوء ولم اكف لسانهم عنى ولا اكف لسانهم عنك. ولا تسأل البقاء فانك لاتجده وانا الدائم الباقى. واوحى الى الله الى محمد عليه السلام فقال " يامحمد احبب من شئت فانك مفارقه واعمل ماشئت فانك ملاقيه غدا وعش ماشئت فانك ميت " فظهر ان الحكم النافذ بيد الله تعالى ولو كان شىء منه فى يد الخلق لمنعوا عن انفسهم الموت ودفعوا ملاقاة الاعمال فى الحشر وطريق النجاة التسليم والرضى والرجوع الى الله تعالى بالاختيار فانه اذا رجع العبد الى الله بالاختيار لم يلق عنده شدة بخلاف ما اذا رجع بالاضطرار
توبيش از عقوبت در عفو كوب كه سودى ندارد فغان زيرجوب   
ومن علامات الرجوع الى الله اصلاح السر والعلانية والحمد له على كل حال فان الجزع والاضطراب من الجهل بمبدأ الامر ومبديه وليخفف ألم البلاء عنك علمك بان الله هو المبلى وقل فى الضراء والسراء لا اله الا هو والتوحيد افضل الطاعات وخير الاذكار والحسنات وصورته منجية فكيف بمعناه.

السابقالتالي
2