الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ ٱلْخِيَرَةُ سُبْحَانَ ٱللَّهِ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ }

{ وربك } آورده اندكه صناديد عرب طعنه مى زدندكه خداى تعالى جرا محمدرا براى نبوت اختيار كرد بايستى كه جنين منصب عالى بوليد بن مغيرة رسيدى كه بزرك مكه است يابعروة بن مسعود ثقفى كه عظيم طائف ما قالوا لولا نزل هذه القرآن على رجل من القريتين عظيم فرد الله بقوله { وربك } وبروردكار تو يامحمد { يخلق مايشاء } ان يخلقه { ويختار } مما يخلق مايشاء اختياره واصطفاءه فكما ان الخلق اليه فكذا الاختيار فى جميع الاشياء { ما } نافية { كان لهم } اى المشركين { الخيرة } اى الاختيار عليه تعالى وهو نفى لاختيارهم الوليد وعروة وانشدوا
البعد ذو ضجر والرب ذو قدر والدهر ذو دول والرزق مقسوم والخير اجمع فيما اختيار خالقنا وفى اختيار سواه اللوم والشوم   
قال الجنيد قدس سره كيف يكون للعبد اختيار والله المختار له وقال بعض العارفين اذا نظر اهل المعرفة الى الاحكام الجارية بجميل نظر الله لهم فيها وحسن اختياره فيما اجراه عليهم لم يكن عندهم شىء افضل من الرضى والسكون قال الحافظ
در دائره قسمت ما نقطه تسليم لطف آنجه توانديشى حكم آنكه توفر مايى   
والخيرة بمعنى التخير بالفارسية كزيدن كالطيرة بمعنى التطير. وفى المفردات الخيرة الحالة التى تحصل للمستخير والمختار نحو القعدة والجلسة لحال القاعد والجالس انتهى. وفى الوسيط اسم من الاختيار يقام مقام المصدر وهو اسم للمختار ايضا يقال محمد خيرة الله من خلقه { سبحان الله } اى تنزه بذاته تنزها خاصا به من ان ينازعه احد ويزاحم اختياره اختياره { وتعالى عما يشركون } عن اشراكهم. وفى التأويلات النجمية يشير الى مشيئته الازلية فى الخلق والاختيار وانه فاعل مختار يخلق مايشاء كيف يشاء ولما يشاء متى يشاء و له اختيار فى خلق الاشياء فيختار وجود بعض الاشياء فى العدم فيبقيه فانيا فى العدم ولايوجده وله الخيرة فى انه يخلق بعض الاشياء جمادا وبعض الاشياء نباتا وبعض الاشياء حيوانا وبعض الاشياء انسانا وان يخلق بعض الانسان كافرا وبعض الانسان مؤمنا وبعضهم وليا وبعضهم نبيا وبعضهم رسولا وان يخلق بعض الاشياء شيطانا وبعضها جنا وبعضها ملكا وبعض الملك كروبيا وبعضهم روحانيا وله ان يختار بعض الخلق مقبولا وبعضهم مردودا انتهى وفى الحديث " ان الله خلق السموات سبعا فاختار العليا منها فسكنها واسكن سائر سماواته من شاء من خلقه ثم خلق الخلق فاختار من الخلق بنى آدم واختار من بنى آدم العرب واختار من العرب مضر واختار من مضر قريشا واختار من قريش بنى هاشم واختارنى من بنى هاشم فانا خيار من خيار الى خيار فمن احب العرب فبحبى احبهم ومن ابغضهم فببغضى ابغضهم " وفى الحديث " ان الله اختار اصحابى على جميع العالمين سوى النبيين والمرسلين واختار لى من اصحابى اربعة ابا بكر وعمر وعثمان وعليا فجعلهم خير اصحابى وفى كل اصاحبى خير واختار امتى على سائر الامم واختار لى من امتى اربعة قرون بعد اصحابى القرن الاول والثانى والثالث تترى والرابع فردا "

السابقالتالي
2 3