الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ فَلَمَّآ أَتَاهَا نُودِيَ مِن شَاطِىءِ ٱلْوَادِي ٱلأَيْمَنِ فِي ٱلْبُقْعَةِ ٱلْمُبَارَكَةِ مِنَ ٱلشَّجَرَةِ أَن يٰمُوسَىٰ إِنِّيۤ أَنَا ٱللَّهُ رَبُّ ٱلْعَالَمِينَ }

{ فلما اتاها } اى النار التى آنسها { نودى من شاطىء الوادى الايمن } اى اتاه النداء من الشاطىء الايمن بالنسبة الى موسى فالايمن مجرور صفة لشاطىء والشاطىء الجانب والشط وهو شفير الوادى والوادى فى الاصل الموضع الذى يسيل فيه الماء ومنه سمى المفرج بين الجبلين واديا { فى البقعة المباركة } متصل بالشاطىء او صلة لنودى والبقعة قطعة من الارض لا شجر فيها وصفت بكونها مباركة لانه حصل فيها ابتداء الرسالة وتكليم الله اياه وهكذا محال تجليات الاولياء قدس الله اسرارهم { من الشجرة } بدل اشتمال من شاطىء لانها كانت ثابتة على الشاطىء وبقيت الى عهد هذه الامة كما فى كشف الاسرار وكانت عنابا او سمرة او سدرة او زيتونا او عوسجا والعوسج اذا عظم يقال له الغرقد بالغين المعجمة وفى الحديث " انها شجرة اليهود ولا تنطق " يعنى اذا نزل عيسى وقتل اليهود فلا يختفى منهم احد تحت شجرة الان نطقت وقالت يامسلم هذا يهودى فاقتله الا الغرقد فانه من شجرهم فلا ينطق كما فى التعريف والاعلام للامام السهيلى { ان } مفسرة اى اى { ياموسى انى انا الله رب العالمين } اى انا الله الذى ناديتك ودعوتك باسمك وانا رب الخلائق اجمعين وهذا اول كلامه لموسى وهو ان خالف لفظا لما فى طه والنمل لكنه موافق له فى المعنى المقصود. قال الكاشفى موسى در درخت نكاه كرد آتشى سفيد بى دود ديد وبدل فرونكريست شعله شوق لقاى حضرة معبود مشاهدة نمود از شهود اين در آتش نزديك بودكه شمع وجودش بتمام سوخته كردد
هست درمن آتش روشن نميدانم كه جيست اين قدر دانم كه همجون شمع مى كاهم دكر   
موسى عليه السلام از نداى { ان ياموسى } سوخته عشق وكداخته شوق شدة دربيش درخت بايستاد وآن ندا در مضمون داشت كه { انى أن الله رب العالمين }. قال فى كشف الاسرار موسى زير آن درخت متلاشى صفات وفانى ذات كشت وهمكى وى سمع شده وندا آمد بس خلعت قربت بوشيد شراب الفت نوشيد صدر وصلت ديد ريحنت رحمت بوييد
اى عاشق دلسوخته اندوه مدار روزى بمراد عاشقان كرددكار   
قال بعضهم لما وصل موسى الى الشجرة ذهبت النار وبقى النور ونام موسى عن موسى فنودى من شجرة الذات باصوات الصفات وصار الجبل من تأثير التجلى والكلام عقيقا وغشى عليه فارسل الله اليه الملائكة حتى روحوه بمرواح الانس وقالوا له ياموسى تعبت فاسترح ياموسى قد باخت فلا تبرح جئت على قدر ياموسى يعنى مقدر بودكه حق سبحانه باتو سخن كند وكان هذا فى ابتداء الامر والمبتدأ مرفوق به. وفى المرة الاخرى خر موسى صعقا فكان يصعق والملائكة تقول له ياابن النساء الحيض مثلك من يسأل الرؤية ياليت لو تعلم الملائكة اين موسى هناك لم يعيروه فان موسى كان فى اول الحال مريدا طالبا وفى الآخرة مرادا مطلوبا طلبه الحق واصطفاه لنفسه قيل شتان بين شجرة موسى وبين شجرة آدم عندها طهرت محنة وفتنة وعند شجرة موسى افتتحت نبوة ورسالة ياصاحبى لو يعلم قائل هذا القول حقيقة شجرة آدم لم يقل مثل هذا فى حق آدم فان شجرة آدم اشارة الى شجرة الربوبية ولذا قال

السابقالتالي
2