الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ فَسَقَىٰ لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّىٰ إِلَى ٱلظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَآ أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ }

{ فسقى لهما } ماشيتهما رحمة عليهما وطلبا لوجه الله تعالى ـ روى ـ ان الرجال كانوا يضعون على رأس البئر حجرا لايرفعه الا سبعة رجال او عشرة او اربعون فرفعه وحده مع ما كان به من الوصب والجوع وجراحه القدم ازينجا كفته اندكه هر بيغمبرى را بجهل مردنيروى بود بيغمبر مارا بجهل بيغمبرنيروبود ولعله زاحمهم فى السقى لهما فوضعوا الحجر على البئر لتعجيزه عن ذلك وهو الذى يقتضيه سوق النظم الكريم { ثم } بعد فراغه { تولى } جعل ظهره يلى ماكان يليه وجهه اى اعرض وانصرف { الى الظل } هو مالم يقع عليه شعاع الشمس وكان ظل سمرة هنالك فجلس فى ظلها من شدة الحر وهو جائع { فقال } يا { رب انى لما انزلت الى } اى أى شىء انزلته الى { من خير } قليل او كثير وحمله الا كثرون على الطعام بمعونة المقام { فقير } محتاج سائل ولذلك عدى باللام. وفيه اشارة الى ان السالك اذا بلغ عالم الروحانية لا ينبغى ان يقنع بما وجد من معارف ذلك العالم بل يكون طالبا للفيض الآلهى بلا واسطة. قال بعضهم هذا موسى كليم الله لما كان طفلا فى حجر تربية الحق ماتجاوز حده بل قال رب الخ فلما بلغ مبلغ الرجال مارضى بطعام الاطفال بل قال ارنى انظر اليك فكان غاية طلبه فى بدايته الطعام والشراب وفى نهايته رفع الحجاب ومشاهدة الاحباب. قال ابن عطاء نظر من العبودية الى الربوبية فخشع وخضع وتكلم بلسان الافتقار لما ورد على سره من انوار الربوبية فافتقاره افتقار العبد الى مولاه فى جميع احواله لا افتقار سؤال وطلب انتهى. وسئل سهل عن الفقير الصادق فقال لايسأل ولايرد ولا يحبس. قال فارس قلت لبعض الفقراء مرة ورأيت عليه اثر الجوع والضر لم لاتسأل فيطعموك فقال اخاف ان اسألهم فيمنعونى فلا يفلحون. ولما كان موسى عليه السلام جائعا سأل من الله مايأكل ولم يسأل من الناس ففطنت الجاريتان فلما رجعتا الى ابيهما قبل الناس واغنامهما قفلت قال لهما ما اعجلكما قالتا وجدنا رجلا صالحا رحمنا فسقى لنا ثم تولى الى الظل فقال رب الخ فقال ابوهما هذا رجل جائع فقال لاحداهما اذهبى فادعيه لنا