الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ فَرَدَدْنَاهُ إِلَىٰ أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلاَ تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ }

{ فرددناه الى امه } اى صرفنا موسى الى والدته { كى تقر عينها } بوصول ولدها اليها وبالفارسية تاروشن شود جشم او { ولا تحزن } بفراقه { ولتعلم ان وعد الله } اى جميع ما وعده من رده وجعله من المرسلين { حق } لاخلف فيه بمشاهدة بضعه وقياس بضعه عليه { ولكن اكثرهم } آل فرعون { لايعلمون } ان وعد الله حق فمكث موسى عند امه الى ان فطمته وردته الى فرعون وآسية فنشأ موسى فى حجر فرعون وامرأته يربيانه بايديهما واتخذاه ولدا فبينا هو يلعب يوما بين يدى فرعون وبيده قضيب له يلعب به اذ رفع القضيب فضرب به رأس فرعون فغضب فرعون وتطير من ضربه حتى همّ بقتله فقالت آسيه ايها الملك لاتغضب ولايشقنّ عليكم فانه صبى صغير لايعقل ضربه ان شئت اجعل فى هذا الطست جمرا وذهبا فانظر على أيهما يقبض فامر فرعون بذلك فما مد موسى يده ليقبض على الذهب قبض الملك المؤكل به على يده فردها الى الجمرة فقبض عليها موسى فالقاها فى فيه ثم قذفها حين وجد حرارتها فقالت آسية لفرعون ألم اقل لك انه لايعقل شيئا فكف عنه وصدقها وكان امر بقتله ويقال ان العقدة التى كانت فى لسان موسى اى قبل النبوة اثر تلك الجمرة التى التقمها ثم زالت بعدها لانه عليه السلام دعا بقولهواحلل عقدة من لسانى يفقهوا قولى } وقد سبق فى طه قال الشيخ العطار قد سره
همجو موسى اين زمان درطشت آتش مانده ايم طفل فرعونيم ماكام ودهان براحكرست   
وهو شكاية من زمانه واهاليه فان لكل زمان فرعون يمتحن به من هو بمشرب موسى واستعداده ولكن كل محنة فهى مقدمة لراحة كما قال الصائب
هر محنتى مقمه راحتى بود شد همزبان حق جوزبان كليم سوخت   
فلابد من الصبر فانه يصير الحامض حلوا. اعلم ان موسى كان ضالة امه فرده الله اليها بحسن اعتمادها على الله تعالى وكذا القلب ضالة السالك فلا بد من طلبه وقص اثره فانه الموعود الشريف الباقى وهو الطفل الذى هو خليفة الله فى الارض من عرفه واحسن بفراقه والمه هان عليه بذل النقد الخسيس الفانى نسأل الله الاستعداد لقبول الفيض