الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي ٱلصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَن فِي ٱلأَرْضِ إِلاَّ مَن شَآءَ ٱللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ }

{ ويوم ينفخ فى الصور } النفخ نفخ الريح فى الشىء ونفخ بفمه اخرج منه الريح. والصور هو القرن الذى ينفخ فيه اسرافيل عليه السلام للموت والحشر فكأن اصحاب الجيوش من ذلك اخذوا البوقات لحشر الجند وفى الحديث " لما فرغ الله من خلق السموات والارض خلق الصور فاعطاه اسرافيل فهو واضعه على فيه شاخص بصره الى العرش متى يؤمر " قال الراوى ابو هريرة رضى الله عنه قلت يارسول ماالصور قال " القرن " قلت كيف هو قال " عظيم والذى نفسى بيده ان اعظم دارة فيه كعرض السماء والارض فيؤمر بالنفخ فيه فينفخ نفخة لايبقى عندها فى الحياة احد الامن شاء الله وذلك قوله تعالى ونفخ فى الصور فصعق الى قوله الا من شاء الله ثم يؤمر باخرى فينفخ نفخة لايبقى معها ميت الا بعث وقام وذلك قوله تعالى ونفخ فيه اخرى الآية " وقد سبق بعض مايتعلق بالمقام فى سورة الكهف والمراد بالنفخ ههنا هى النفخة الثانية. والمعنى واذكر يا محمد لقومك يوم ينفخ فى الصور نفخة يعنى ينفخها اسرافيل يوم القيامة لرد الارواح الى اجسادها { ففزع من فى السموات ومن فى الارض } اى فيفزع ويخاف والتعبير بالماضى للدلالة على وقوعه لان المستقبل من فعل الله تعالى متيقن الوقوع كتيقن الماضى من غيره لان اخباره تعالى حق. والفزع انقباض ونفار يعترى الانسان من الشىء المخوف ولايقال فزعت من الله كما يقال خفت منه والمراد بالفزع هنا مايعترى الكل مؤمنا وكافرا عند البعث والنشور بمشاهدة الامور الهائلة الخارقة للعادات فى الانفس والآفاق من الرعب والتهيب الضرورين الجبلين { الا من شاء الله } اى ان لايفزع بان يثبت قلبه وهم الانبياء والاولياء والشهداء الذى لاخوف عليهم ولاهم يحزنون والملائكة الاربعة وحملة العرش والخزنة والحور ونحوهم وان اريد صعقه الفزع يسقط الكل الا من استنثى نحو ادريس عليه السلام كما فى التيسير وموسى عليه السلام لانه صعق فى الطور فلا يصعق مرة اخرى { وكل } اى جميع الخلائق { اتوه } تعالى اى حضروا الموقف بين يدى رب العزة للسؤال والجواب والمناقشة والحساب { داخرين } اذلاء وبالفارسية خوار شدكان يقال ادخرته فدخر اى ازللته فذل