الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى ٱلْقُرْآنَ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ } * { إِذْ قَالَ مُوسَىٰ لأَهْلِهِ إِنِّيۤ آنَسْتُ نَاراً سَآتِيكُمْ مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَّعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ }

{ وانك } يامحمد { لتلقى القرءان } لتعطاه بطريق التلقية والتلقين يقال تلقى الكلام من فلان ولقنه اذا اخذه من لفظه وفهمه. قال فى تاج المصادر التلقية جيزى بيش كسى وآوردن وقد سبق الفرق بين التلقى والتلقف والتقلن فى سورة النور { من لدن حكيم عليم } بواسطة جبريل لامن لدن نفسك ولامن تلقاء غيرك كما يزعم الكفار. ولدن بمعنى عند الا انه ابلغ منه واخص وتنوين الاسمين للتعظيم اى حكيم أى حكيم وعليم أى عليم وفى تفخيمهما تفخيم لشأن القرآن وتنصيص على طبقته عليه السلام فى معرفته والاحاطة بما فيه من الجلائل والدقائق فان من تلقى الحكم والعلوم من مثل ذلك الحكيم العليم يكون علما فى رصانه العلم والحكمة. وفى التأويلات النجمية يشير الى انك جاوزت جد كمال كل رسول فانهم كانوا يلقون الكتب بايديهم من يد جبريل والرسالات من لفظه وحيا وانك وان كنت تلقى القرآن بتنزيل جبريل على قلبك ولكنك تلقى حقائق القرآن من لدن حكيم تجلى لقلبك بحكمة القرآن وهى صفة القائمة بذاته فعلمك حقائق القرآن وجعلك بحكمته مستعدا لقبول فيض القرآن بلا واسطة وهو العلم اللدانى وهو اعلم حيث يجعل رسالته. وفى الجمع بين الحكيم والعليم اشعار بان علوم القرآن منها ماهو حكمة كالعقائد والشرائع ومنها ماليس كذلك كالقصص والاخبار الغيبية. ثم شرع فى بيان بعض تلك العلوم فقال { اذ قال موسى لاهله } اهل الانسان من يختص به اى اى اذكر لقومك يا محمد وقت قول موسى لزوجته ومن معها فى وادى الطور وذلك انه مكث بمدين عند شعيب عشر سنين ثم سار باهله بنت شعيب الى مصر يعنى بقصد آنكه تامادر خويش ودوخواهر خويش يكى زن قارون ويكى زن يوشع بود ازانجابيارد فضل الطريق فى ليلة مظلمة شديدة البرد وقد اخذ امرأته الطلق فقدح فاصلد زنده فبداله من جانب الطور نار فقال لاهله اثبتوا مكانكم { انى آنست نارا } ابصرت. قال فى التاج الايناسديدن والباب يدل على ظهور الشىء وكل شىء خالف طريقة التوحش. قال مقاتل النار هو النور وهو نور رب العزة رأه ليلة الجمعة عن يمين الجبل بالارض المقدسة وقد سبق سر تجلى النور فى صورة النار فى سورة طه { سئاتيكم منها بخبر } اى عن حال الطريق اين هو والسين للدلالة على بعد المسافة او لتحقيق الوعد بالاتيان وان ابطأ فيكون للتأكيد وبالفارسية زور باشد كه بيارم از نزديك آن آتش خبرى يعنى از كسى كه برسر آن آتش باشد خبر راه برسم { او آتيكم } يابيارم { بشهاب قبس } اى بشعلة نار مقبوسة اى مأخوذة من معظم النار ومن اصلها ان لم اجد عندها من يدلنى على الطريق فان عادة الله ان لايجمع حرمانين على عبده يقال اقتبست منه نارا وعلما استفدته منه. وفى المفردات الشهاب الشعلة الساطعة من النار المتوقدة والقبس المتناول من الشعلة والاقتباس طلب ذلك ثم استعير لطلب العلم والهداية انتهى. فان قلت قال فى طهلعلى آتيكم } ترجيا وهنا { سئاتيكم } اخبارا وتيقنا وبينهما تدافع. قلت لا تدافع لان الراجى اذا قوى رجاؤه يقول سافعل كذا مع تجويزه خلاف ذلك { لعلكم تصطلون } رجاء ان تدفعوا البرد بحرها. والصلاء النار العظيمة والاصطلاء كرم شدن بآتش. قال بعضهم الاصطلاء بالنار يقسى القلب ولم يرو انه عليه السلام اصطلى بالنار