الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ ٱلَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ ٱلْكِتَابِ أَنَاْ آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرّاً عِندَهُ قَالَ هَـٰذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِيۤ أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ }

{ قال } حين قال سليمان اريد اسرع من هذا يعنى زودترا زين خواهم { الذى عنده علم الكتاب } وهو آصف بن برخيا بن خالة سليمان وزيره وكاتبه ومؤدبه فى حال صغره وكان رجلا صديقا يقرأ الكتب الالهية ويعلم الاسم الاعظم الذى اذا دعى الله به اجاب وقد خلقه الله لنصرة سليمان ونفاذ امره فالمراد بالكتاب جنس الكتب المنزلة على موسى وابراهيم وغيرهما او اللوح واسراره المكتوبة. وقال المعتزلة المراد به جبرائيل وذلك لانهم لايرون كرامة الاولياء { انا آتيك به قبل ان يرتد اليك طرفك } الارتداد الرجوع والطرف تحريك الاجفان وفتحها للنظر الى الشىء والارتداد انظمامها ولكونه امرا طبيعيا غير منوط بالتحريك اوثر الارتداد على الرد ويعبر بالطرف عن النظر اذا كان تحريك الجفن يلازمه النظر وهذا غاية فى الاسراع ومثل فيه لانه ليس بين تحريك الاجفان مدة ما. قال الكاشفى سليمان دستورى داوداو بسجده درافتاد وكفت ياحى ياقيوم كه بعيرى آهيا شراهيا باشد وبقول بعضى ياذا الجلال والاكرام وبرهر تقدير جون دعا كرد تخت بلقيس در موضع خود بزمين فرورفته وطرفة العينى را بيش تخت سليمان از زمين بر آمد. وقال اهل المعانى لاينكر من قدرة الله ان يعدمه من حيث كان ثم يوجده حيث كان سليمان بلا نقل بدعاء الذى عنده علم الكتاب ويكون ذلك كرامة للولى ومعجزة للنبى انتهى. يقول الفقير هذه مسألة الايجاد والاعدام واليها الاشارة بقوله عليه السلام " الدنيا ساعة وقل من يفهمها " لانها خارجة عن طور العقل وفى المثنوى
بيس ترا هر لحظه موت ورجعتيست مصطفى فرمود دنيا ساعتيست هو نفس نو مى شود دنيا وما بى خبر از نوشدن اندر بقا عمر همجون جوى نونو مى رسد مستمرى مى نمايد در جسد آن زتيزى مستمر شكل آمدست جون شرركش تيزجنبانى بدست شاخ آتش را بجنبانى بساز در نظر آتش نمايد بس دراز اين درازى مدت از تيزىء صنع مى نمايد سرعت انكيزىء صنع   
{ فلما رأه } اى فاتاه بالعرش فرأه فلما رأه { مستقرا عنده } حاضرا لديه ثابتا بين يديه فى قدر ارتداد الطرف من غير خلل فيه ناشىء من النقل { قال } سليمان تلقيا للنعمة بالشكر { هذا } اى حصول مرادى وهو حضور العرش فى هذه المدة القصيرة { من فضل ربى } علىّ واحسانه من غير استحقاق منى { ليبلونى } ليختبرنى وبالفارسية بيازمايد مرا باين. وفى المفردات يقال بلى الثوب بلى خلق وبلوته اختبرته كأنى اخلقته من كثرة اختبارى له واذا قيل ابتلى فلان بكذا وبلاه يتضمن امرين احدهما تعرف حاله والوقوف على مايجهل من امره والثانى ظهور جودته وردائته وربما قصد به الامران وربما يقصد به احدهما فاذا قيل بلا الله كذا وابتلاه فليس المراد الاظهور جودته ورداءته دون التعرف لحاله والوقوف على مايجهل امنه اذا كان تعالى علام الغيوب { أاشكر } بان اراه محض فضله تعالى من غير حول من جهتى ولاقوة واقوم بحقه { ام اكفر } بان اجد لنفسى مدخلا فى البين واقصر فى اقامة مواجبة.

السابقالتالي
2 3