الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ ٱلْكَاذِبِينَ } * { ٱذْهَب بِّكِتَابِي هَـٰذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَٱنْظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ } * { قَالَتْ يٰأَيُّهَا ٱلْمَلأُ إِنِّيۤ أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ }

{ قال } استئناف بيانى كأنه قيل فما فعل سليمان بعد فراغ الهدهد من كلامه فقيل قال { سننظر } فما اخبرتنا من النظر بمعنى التأمل والسين للتأكيد اى لنعرف بالتجربة البتة. وقال الكاشفى زود باشدكه درنكريم وتأمل كنيم درين كه { أصدقت } فيما قلت { ام كنت من الكاذبين } وفى هذا دلالة على ان خبر الواحد وهو الحديث الذى يرويه الواحد والاثنان فصاعدا مالم يبلغ حد الشهرة والتواتر لايوجب العلم فيجب التوقف فيه على حد التجويز. وفيه دليل على ان لايطرح بل يجب ان يتعرف هل هو صدق او كذب فان ظهرت امارات صدقه قبل والا لم يقبل. قال بعضهم سليمان عليه السلام ملك ومال وجمال بلقيس بشنيد ودروى اثر نكرد وطمع در آن نيست بازجون حديث دين كردكهوجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله } متغير كشت ازمهر دين اسلام درخشتم شد كفت كاغد ودوات بياريد تنامه نويسم واورا بدين اسلام دعوت كنم. فكتب اى فى المجلس او بعده كتابا الى بلقيس فقال فيه " من عبدالله سليمان بن داود الى ملكة سبأ بلقيس بسم الله الرحمن الرحيم السلام على من اتبع الهدى اما بعد فلا تعلوا علىّ وائتونى مسلمين " ثم طبعه بالمسك وختمه بخاتمه المنقوش على فصه اسم الله الاعظم ودفعه الى الهدهد فاخذه بمقاره او علقه بخيط وجعل الخيط فى عنقه وقال { اذهب بكتابى هذا } ببراين نوشته مرا فتكون الباء للتعدية وتخصيصه بالرسالة دون سائر ما تحت ملكه من ابناء الجن والاقوياء على التصرف والتعرف لما عاين فيه من علامات العلم والحكمة وصحة الفراسة ولئلا يبقى لها عذر. وفى التأويلات النجمية يشير الى انه لما صدق فيما اخبر وبذل النصح لملكه وراعى جانب لحق عوض عليه حتى اهل لرسالة رسول الحق على ضعف صورته ومعناه { فالقه اليهم } اى اطرحه على بلقيس وقومها لانه ذكرهم معها فى قوله وجدتها وقومها. وفى الارشاد وجمع الضمير لما ان مضمون الكتاب الكريم دعوة الكل الى الاسلام. قوله القه بسكون الهاء تخفيفا لغة صحيحة او على نية الوقف يعنى ان اصله القه بكسر القاف والهاء على انه ضمير مفعول راجع الى الكتاب فجزم لما ذكر { ثم تولى عنهم } اى اعرض عنهم بترك وليهم وقربهم وتبعد الى مكان تتوارى فيه وتسمع ما يجيبونه { فانظر } تأمل وتعرف { ماذا يرجعون } اى ماذا يرجع بعضهم الى بعض من القول وسخن را برجه قرار ميدهند. قال ابن الشيخ ماذا اسم واحد استفهام منصوب بيرجعون او مبتدأ وذا بمعنى الذى ويرجعون صلتها والعائد محذوف اى أى شىء الذى يرجعونه ـ روى ـ ان الهدهد اخذ الكتاب واتى بلقيس فوجدها راقدة فى قصرها بمأرب وكانت اذا رقدت غلقت الابواب ووضع المفاتيح تحت رأسها فدخل من كوة والقى الكتاب على نحرها وهى مستلقية وتأخر يسيرا فانتبهت فزعة وكانت قارئة كاتبة عربية من نسل تبع الحميرى فلما رأت الخاتم ارتعدت وخضعت لان ملك سليمان كان من خاتمه وعرفت ان الذى ارسل الكتاب اعظم ملكا منها لطاعة الطير اياه وهيئة الخاتم فعند ذلك { قالت } لاشراف قومها وهم ثلاثمائة وثلاثة عشرة او اثنا عشر الفا { يا ايها الملؤا } اى كروه اشراف.

السابقالتالي
2