الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ }

{ ألم تر } يامن من شأنه الرؤية اى قد رأيت وعلمت { انهم } اى الشعراء { فى كل واد } من المدح والذم والهجاء والكذب والفحش والشتم واللعن والافتراء والدعاوى والتكبر والمفاخر والتحاسد والعجب والاراءة واظهار الفضل والدباءة والخسة والطمع والتكدى والذلة والمهانة واصناف الاخلاق الرذيلة والطعن فى الانساب والاعراض وغير ذلك من الآفات التى هى من توابع الشعر { يهيمون } يقال هام على وجهه من باب باع هيمانا بفتحتين ذهب من العشق او غيره كما فى المختار اى يذهبون على وجوههم لايهتدون الى سبيل معين بل يتحيرون فى اودية القيل والقال والوهم والخيال والغى والضلال. قال الراغب اصل الوادى الموضع الذى يسيل فيه الماء ومنه سمى المنفرج بين الجبلين واديا ويستعار للطريقة كالمذهب والاسلوب فيقال فلان فى واد غير واديك وقوله { ألم تر انهم فى كل واد يهيمون } فانه يعنى اساليب الكلام من المدح والهجاء الجدل والغزل وغير ذلك من الانواع اى فى كل نوع من الكلام يغلون. قال فى الوسيط فالوادى مثل لفنون الكلام وهيمانهم فيه قولهم على الجهل بما يقولون من لغو وباطل وغلو فى مدح او ذم