الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلاَ صَدِيقٍ حَمِيمٍ }

{ ولا صديق حميم } ونه دوستى مهربان وباشفقت كما يرى لهم اصدقاء الصديق من صدقك فى مودته وحميم قريب خاص وحامة الرجل خاصته كما فى فتح الرحمن. قال الراغب هو القريب المشفق فكأنه الذى يحتد حماية لذويه وقيل لخاصة الرجل حامته قيل الحامة العامة وذلك لما قلنا واحتم فلان لفلان اى احتد وذلك ابلغ من اهتم لما فيه من معنى الاهتمام. قال الكاشفى درقوت القلوب آورده كه حميم دراصل هميم بوده كه هارا بحا بدل كرده اند جهت قرب مخرج وهميم مأخوذاست ازاهتمام لما فيه من معنى الاهتمام اهتمام كند درمهم كافران وشرط دوستى بجاى آرد وجمع الشافع لكثرة الشفعاء عادة ألا ترى ان السلطان اذا غضب على احد ربما شفع فيه جماعة كما ان افراد الصديق لقتله ولو قيل بعدمه لم يبعد فقال الصائب
درين فحط هوادارى عجب دارم كه خاكستر كه درهنكام مردن جشم مى بوشاند آتش را   
ـ روى ـ فى بعض الاخبار انه يجيى يوم القيامة عبد يحاسب فتستوى حسناته وسيآته ويحتاج الى حسنة واحدة ترضى عنه خصومه فيقول الله عبدى بقيت لك حسنة ان كانت ادخلتك الجنة انظر واطلب من الناس لعل واحدا يهب منك حسنة واحدة فيأتى ويدخل فى الصفين ويطلب من ابيه وامه ثم من اصحابه فيقول لكل واحد فى باب فلا يجيبه احد وكل يقول انا اليوم فقير الى حسنة واحدة فيرجع الى مكانه فيسأله الحق سبحانه ويقول ماذا جئت به فيقول يارب لم يعطنى احد حسنة من حسناته فيقول الله عبدى ألم يكن لك صديق وفىّ فيذكر العبد صديقا له فيأتيه ويسأله فيعطيه ويجيىء الى موضعه ويخبر بذلك ربه فيقول الله قد قبلتها منه ولم انقص من حقه شيئا فقد غفرت لك وله. ففى هذا المعنى اشارة الى ان للصداقة فى الله اعتبارا عظيما وفوائد كثيرة وفى الحديث " ان الرجل ليقول فى الجنة مافعل بصديقى فلان وصديقه فى الجحيم فيقول الله اخرجوا له صديقه الى الجنة " يعنى وهبته له. قال الحسن استكثروا من الاصدقاء المؤمنين فان لهم شفاعة يوم القيامة. وقال الحسن مااجتمع ملأ على ذكر الله فيهم عبد من اهل الجنة الا شفعه فيهم وان اهل الايمان شفعاء بعضهم لبعض وهم عند الله شافعون مشفعون وفى الحديث " ان الناس يمرون يوم القيامة على الصراط والصراط وخص مزلة يتكفأ باهله والنار تأخذ منهم وان جهنم لتنطف عليهم " اى تمطر عليهم مثل الثلج اذا وقع لها زفير وشهيق " فبيناهم كذلك اذ جاءهم نداء من الرحمن عبادى من كنتم تعبدون فيقولون ربنا انت تعلم انا اياك كنا نعبد فيجيبهم بصوت لم يسمع الخلائق مثله قط عبادى حق علىّ ان لا اكلكم اليوم الى احد غيرى فقد غفرت لكم ورضيت عنكم فيقوم الملائكة عند ذلك بالشفاعة فينجون من ذلك المكان فيقول الذين تحتهم فى النار فما لنا من شافعين ولا صديق حميم "