الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَٱجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً }

{ والذين يقولون ربنا } اى بروردكارما { هب لنا } ببخش مارا وهو امر من وهب يهب وهبا وهبة. والهبة ا ن تجعل ملكك لغيرك بغير عوض ويوصف الله بالواهب والوهاب بمعنى انه يعطى كلا على قدر استحقاقه { من ازواجنا } از زنان ما وهو جمع زوج يقال لكل ما يقترن بآخر مماثلا له او مضادا زوج واما زوجة فلغة رديئة كما فى المفردات { وذرياتنا } وفرزندان ما وهو جمع ذرية اصلها صغار الاولاد ثم صار عرفا فى الكبار ايضا، قال فى القاموس ذرأ الشىء كثره ومنه الذرية مثلثة لنسل الثقلين { قرة اعين } كسى كه روشنىء ديدها بود اى بتوفيقهم للطاعة وحيازة الفضائل فان المؤمن اذا ساعده اهله فى طاعة الله يسر بهم قلبه وتقربهم عينه لما يرى من مساعدتهم له فى الدين وتوقع لحوقهم به فى الجنة حسبما وعد بقولهالحقنا بهم ذريتهم } فالمراد بالقرور المسئول تفضيلهم بالفضائل الدينية لا بالمال والجاه والجمال ونحوها. وقرة منصوب على انه مفعول هب وهى اما من القرار ومعناه ان يصادف قلبه من يرضاه فتقر عينه عن النظر الى غيره ولا تطمح الى ما فوقه واما من القر بالضم وهو البرد والعرب تتأذى من الحر وتستريح الى البرد فقرروا العين على هذا يكون كناية عن الفرح والسرور فان دمع العين عند السرور بارد وعند الحزن حار. ومن اما ابتدائية على معنىهب لنا من جهتهم ما تقر به عيوننا من طاعة وصلاح او بيانية على انها حال كأنه قيل هب لنا قرة اعين ثم فسرت القرة وبينت بقوله { من ازواجنا وذرياتنا } ومعناه ان يجعلهم الله لهم قرة اعين وهومن قولهم رأيت منك اسدا اى انت اسد قال بعضهم
نعم الا له على العباد كثيرة واجلهن نجابة الاولاد   
قال الشيخ سعدى قدس سره
زن خوب فرمان بر بارسا كند مرد درويش را بادشا جومستور باشد زن خوب روى بديداروى در بهشت است شوى   
{ واجعلنا للمتقين اماما } الامام المؤتم به انسانا كان يقتدى بقوله وفعله او كتابا او غير ذلك محقا كان او مبطلا كما فى المفردات اى اجعلنا بحيث يقتدى بنا اهل التقوى فى اقامة مراسم الدين بافاضة العلم والتوفيق للعمل، وفى الارشاد والظاهر صدروه عنهم بطريق الانفراد وان عبارة كل واحد منهم عند الدعاء واجعلنى للمتقين اماما ما خلا انه حكيت عبارات الكل بصيغة المتكلم مع الغير للقصد الى الايجاز على طريقة قوله تعالىياايها الرسل كلوا من الطيبات } وابقى اماما علىحاله ولم يقل ائمة واعادة الموصول فى المواضع السبعة مع كفاية ذكر الصلاة بطريق العطف على صلة الموصول الاول للايذان بان كل واحد مما ذكر فى حيز صلة الموصولات المذكورة وصف جليل على حدته له شأن خطير حقيق بان يفرد له موصوف مستقل ولا يجعل شىء من ذلك تتمة لذلك وتوسط العاطف بين الصفة والموصوف لتنزيل الاختلاف العنوانى منزلة الاختلاف الذاتى، قال القفال وجماعة من المفسرين هذه الآية دليل على ان طلب الرياسة فى الدين واجب، وعن عروة انه كان يدعو بان يجعله الله ممن يحمل عنه العلم فاستجيب دعاؤه، واما الرياسة فى الدنيا فالسنة ان لا يتقلد الرجل شيئا من القضاء والامارة والفتوى والعرافة بانقياد قلب وارتضائه الا ان يكره عليه بالوعيد الشديد وقد كان لم يقبلها الاوائل فكيف الاواخر

السابقالتالي
2 3