الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ وَعِبَادُ ٱلرَّحْمَـٰنِ ٱلَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَىٰ ٱلأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الجَاهِلُونَ قَالُواْ سَلاَماً }

{ وعباد الرحمن } دون عباد الدنيا والشيطان والنفس والهوى فانهم وان كانوا عبادا بالايجاد لكنهم ليسوا باهل لاضافة التشريف والتفضيل من حيث عدم اتصافهم بالصفات الآتية التى هي آثار رحمته تعالى الخاصة المفاضة على خواص العباد. والمعنى عباده المقبولون وهو مبتدأ خبره قوله { الذين يمشون } المشى الانتقال من مكان الى مكان بارادة { على الارض } التى هى غاية فى الطمأنينة والسكون والتحمل حال كونهم { هونا } هو السكينة والوقار كما فى القاموس وتذلل الانسان فى نفسه بما لايلحق به غضاضة كا فى المفردات وهين لين وقد يخففان ساكن متئد ملائم رقيق اى هينين لينى الجانب من غير فظاظة او يمشون مشيا هينا مصدر وصف به. والمعنى انهم يمشون بسكينة وتواضع لا بفخر وفرح ورياء وتجبر وذلك لما طالعوا من عظمة الحق وهيبته وشاهدوا من كبريائه وجلاله فخشعت لذلك ارواحهم وخضعت نفوسهم وابدانهم وفى الحديث " المؤمنون هينون لينون كالجمل الانف ان قيد انقاد وان انيخ على صخرة استناخ " وفى الصحاح انف البعير اشتكى انفه من البرة فهو انف ككتف وفى الحديث " المؤمن كالجمل ان قيد انقاد وان استنيخ على صخرة استناخ " وذلك للوجع الذى به فهو ذلول منقاد. قوله قيد مجهول قاد والقود نقيض السوق فهو من امام وذلك من خلف والانقياد كشيده شدن وكردن نهادن يقال انخت الجمل فاستناخ اى ابركته فبرك، قال الشيخ سعدى
فروتن بود هو شمند كزين نهد شاخ برميوه سر بر زمين جوسيل اندر آمد بهول ونهيب فتاد ازبلندى بسر در نشيب جوشبنم بيفتاد مسكين وخرد بمهر آسمانش بعيوق بر   
{ واذا خاطبهم الجاهلون } الجهل خلو النفس من العلم واعتقاد الشىء بخلاف ما هو عليه وفعل الشىء بخلاف ما حقه ان يفعل سواء اعتقد فيه اعتقادا صحيحا او فاسادا كما يترك الصلاة عمدا وعلى ذلك قولهأتتخذنا هزؤا قال اعوذ بالله ان اكون من الجاهلين } فجعل فعل الهزؤ جهلا. والمعنى واذا كلمهم السفهاء مواجهة بالكلام القبيح { قالوا سلاما } اى نطلب منكم السلام فيكون منصوبا باضمار فعل كما فى المفردات او انا سلمنا من اثمكم وانتم سلمتم من شرنا كما فى احياء العلوم، وقال بعضهم سلاما مصدر فعل محذوف اقيم مقام التسلم اى قالوا نتسلم منكم تسلما اى لانجاهلكم والمجاهلة باكسى سفاهت كردن ولاتخالط بشىء من اموركم وهو الجهل وما يبتنى على خفة العقل فلا خير بيننا وبينكم ولا شر بل متاركة بالفارسية جفاى يكديكر بكذاشتن واكثر المفسرين على ان السلام ليس عين عبارتهم بل صفة لمصدر محذوف. والمعنى قالوا قولا سلاما اى سدادا يسلمون فيه من الاذى والاثم مراد ترك تعرض سفهاست واعراض از مكالمه ومجادله ايشان كما قال المحقق الرومى

السابقالتالي
2