الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ وَتَوَكَّلْ عَلَى ٱلْحَيِّ ٱلَّذِي لاَ يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَىٰ بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيراً }

{ وتوكل على الحى الذى لايموت } فى الاستكفاء عن شرورهم والاغناء عن اجورهم فانه الحقيق بان يتوكل عليه دون الاحياء الذين من شأنهم الموت فانهم اذا ماتوا ضاع من توكل عليهم واصل التوكل ان يعلم العبد بان الحادثات كلها صادرة من الله ولا يقدر احد على الايجاد غيره فيفوض امره الى الله فيما يحتاج اليه وهذا القدر فرض وهو من شرط الايمان قال تعالىوعلى لله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين } ومازاد على هذا القدر من سكون القلب وزوال الانزعاج والاضطراب فهى احوال تلحق بالتوكل على وجه الكمال كذا فى التأويلات النجمية، قال الواسطى من توكل على الله لعلة غير الله فلم يتوكل على الله بل توكل على غير الله، وسئل ابن سالم أنحن مستنون بالكسب او التوكل فقال ابن سالم التوكل حال رسول الله صلى الله عليه وسلم وانما استن الكسب لضعف حالهم حين اسقطوا عن درجة التوكل الذى هوحاله فلما سقطوا عنه لم يسقطهم عن درجة طلب المعاش بالمكاسب الى هى سنة ولولا ذلك لهلكوا، يقال عوام المتوكلين اذا اعطوا شكروا واذا منعوا صبروا. وخواصهم اذا اعطوا آثروا واذا منعوا شكروا، ويقال الحق يجود على الاولياء اذا توكلوا بتيسير السبب من حيث يحتسبون ولا يحتسبون. ويجود على الاصفياء بسقوط الارب واذا لم يكن ارب فمتى يكون طلب، ويقال التوكيل ان يكون مثل الطفل لا يعرف شيئا يأوى اليه الاثدى امه كذلك المتوكل يجب ان لايرى لنفسه مأوى الا الله تعالى وفى المثنوى
نيست كسبى از توكل خوبتر جيست از تسليم خود محبوبتر طفل تاكيرا وتابوديانبود مر كبش جز كردن بابا نبود جون فضولى كشت ودست وبانمود درعنا افتاد ودر كور وكبود ماعيال حضرتيم وشير خواه كفت " الخلق عيال للآله " آنكه او از آسمان باران دهد هم تواند كو زرحمت نان دهد   
{ وسبح بحمده } اى نزه تعالى عن صفات النقصان وعن كل مايرد على الوهم والخيال حال كونك مثنيا عليه بنعوت الكمال طالبا لمزيد الانعام بالشكر على سوابقه وفى الحديث " من قال كل يوم سبحان الله وبحمده مائة مرة غفرت ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر " كما فى فتح الرحمن { وكفى به } الباء زائدة للتأكيد اى حسبك الحى الذى لايموت وقوله { بذنوب عباده } ماظهر منها وما بطن متعلق بقوله { خبيرا } مطلقا فيجزيهم جزاء وافيا فلا يحتاج معه الى غيره.