الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ أَفِي قُلُوبِهِمْ مَّرَضٌ أَمِ ٱرْتَابُوۤاْ أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلظَّالِمُونَ }

{ أفى قلوبهم مرض } انكار واستقباح لاعراضهم المذكور وبيان لمنشأه اى أذلك الاعراض لانهم مرضى القلوب لكفرهم ونفاقهم { ام } لانهم { ارتابوا } اى شكوا فى امر نبوته عليه السلام مع ظهور حقيقتها { ام } لانهم { يخافون ان يحيف الله عليهم ورسوله } فى الحكومة. والحيف الجور والظلم الميل فى الحكم الى احد الجانبين يقال حاف فى قضيته اى جار فيما حكم ثم اضرب عن الكل وابطل منشئيته وحكم بان المنشأ شىء آخر من شنائعهم حيث قيل { بل اولئك هم الظالمون } اى ليس ذلك الشىء مما ذكر اما الاولان فلانه لو كان لشىء منهما لاعرضوا عنه عليه السلام عند كون الحق لهم ولما اتوا اليه مذعنين لحكمه لتحقق نافاقهم وارتيابهم حينئذ ايضا واما الثالث فلانتفائه رأسا حيث كانوا لايخافون الحيف اصلا لمعرفتهم امانته عليه السلام وثباته على الحق بل لانهم هم الظالمون يريدون ان يظلموا من له الحق عليهم ويتم لهم جحوده فيأبون المحاكمة اليه عليه السلام لعلهم بانه يقضى عليهم بالحق فمناط النفى المستفاد من الاضراب فى الاولين هو و صف منشئيتهما فى الاعراض فقط مع تحققهما فى نفسهما وفى الثالث هو الوصف مع عدم تحققه فى نفسه وفى الرابع هو الاصل والوصف جميعا.