الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَآبَّةٍ مِّن مَّآءٍ فَمِنْهُمْ مَّن يَمْشِي عَلَىٰ بَطْنِهِ وَمِنهُمْ مَّن يَمْشِي عَلَىٰ رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَّن يَمْشِي عَلَىٰ أَرْبَعٍ يَخْلُقُ ٱللَّهُ مَا يَشَآءُ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }

{ والله خلق كل دابة } الدب والدبيب مشى خفيف ويستعمل ذلك فى الحيوان وفى الحشرات اكثر كما فى المفردات والدابة هنا ليست عبارة عن مطلق ما يمشى ويتحرك بل هى اسم للحيوان الذى يدب على الارض ومسكنه هنالك فيخرج منها الملائكة والجن فان الملائكة خلقوا من نور والجن من نار، وقال فى فتح الرحمن خلق كل حيوان يشاهد فى الدنيا ولا يدخل فيه الملائكة والجن لانا لانشاهدهم انتهى. والمعنى خلق كل حيوان يدب على الارض { من ماء } هو جزؤ مادته اى احد العناصر الاربعة على ان يكون التنوين للوحدة الجنسية فدخل فيه آدم المخلوق من تراب وعيسى المخلوق من روح او من ماء مخصوص هو النطفة اى ماء الذكر والانثى على ان يكون التنوين للوحدة النوعية فيكون تنزيلا للغالب منزلة الكل اذ من الحيوان ما يتولد لاعن نطفة درتبيان از ابن عباس رضى الله عنهما نقل ميكندكه حق سبحانه جوهرى آفريد ونظر هيبت برو افكند بكداخت وآب شد بعضى آنراتغليب نمود بآتش وازان جن بيافريد بس بعضى را تغليب كرد بباد وازان ملائكة بيافريد بس تغليب نمود مقدارى را بخاك وازان آدمى وسائر حيوانات خلق كرد واصل آن همه آبست، قال فى الكواشى تنكير ماء موذن ان كل دابة مخلوقة من ماء مختص بها وهو النطفة فجميع الحيوان سوى الملائكة والجن مخلوق من نطفة وتعريف الماء فى قولهوجعلنا من الماء كل شىء حى } نظر الى الجنس الذى خلق منه جميع الحيوان لان اصل جميع الخلق من الماء، قالوا خلق الله ماء فجعل بعضه ريحا فخلق منها الملائكة وجعل بعضه نارا فخلق منها الجن وبعضه طينا فخلق منه آدم انتهى. وفى التأويلات النجمية يشير الى ان كل ذى روح خلق من نور محمد عليه السلام لان روحه اول شىء تعلقت به القدرة كما قال " اول ما خلق الله روحى " ولما كان هو درة صدف الموجودات عبر عن روحه بدرة وجوهرة فقال " لما اراد الله ان يخلق العالم خلق درة " وفى رواية جوهرة " ثم نظر اليها بنظر الهيبة فصارت ماء " الحديث فخلقت الارواح من ذلك الماء اهـ، فان قيل ما الحكمة فىخلق كل شىء من الماء قيل لان الخلق من الماء اعجب لانه ليس شىء من الاشياء اشد طوعا من الماء لان الانسان لو اراد ان يمسكه بيده او اراد ان يبنى عليه او يتخذ منه شيئا لايمكنه والناس يتخذون من سائر الاشياء انواع الاشياء، قيل فالله تعالى اخبر انه يخلق من الماء الوانا من الخلق وهو قادر على كل شىء كذا فى تفسير ابى الليث عليه الرحمة { فمنهم من يمشى على بطنه } كالحية والحوت ونحوهما وانما قال يمشى على وجه المجاز وان كان حقيقة المشى بالرجل لانه جمعه مع الذى يمشى على التبع.

السابقالتالي
2