الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَٱلطَّيْرُ صَآفَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاَتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ }

{ ألم تر ان الله يسبح له من فى السموات والارض } الهمزة للتقرير والمراد من الرؤية رؤية القلب فان التسبيح الآتى لا يتعلق به نظر البصر اى قد علمت يا محمد علما يشبه المشاهدة فى القوة واليقين بالوحى او الاستدلال ان الله تعالى ينزهه على الدوام فى ذاته وصفاته وافعاله عن كل مالا يليق بشأنه من نقص وآفة اهل السموات والارض من العقلاء وغيرهم ومن لتغليب العقلاء { والطير } بالرفع عطف على من جمع طائر كركب وراكب والطائر كل ذى جناح يسبح فى الهواء وتخصيصها بالذكر مع اندراجها فى جلمة ما فى الارض لعدم استقرارها قرار ما فيها لانها تكون بين السماء والارض غالبا { صافات } اصل الصف البسط ولهذا سمى اللحم القديد صفيفا لانه يبسط اى تسبحه تعالى حال كونها صافات اى باسطات اجنحتها فى الهواء تصففن { كل } من اهل السموات والارض { قد علم } بالهام الله تعالى ويوضحه ما قرىء علم مشددا اى عرف { صلاته } اى دعاء نفسه { وتسبيحه } تنزيهه { والله عليم بما يفعلون } اى يفعلونه من الطاعة والصلاة والتسبيح فيجازيهم على ذلك وفيه وعيد لكفرة الثقلين حيث لا تسبيح لهم طوعا واختيارا.