الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَقَدْ أَنْزَلْنَآ إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ وَمَثَلاً مِّنَ ٱلَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ }

{ ولقد انزلنا اليكم آيات مبينات } اى وبالله لقد انزلنا اليكم فى هذه السورة الكريمة آيات مبينات لكل مابكم حاجة الى بيانه من الحدود وسائر الاحكام والآداب والتبيين فى الحقيقة لله تعالى واسناده الى الآيات مجازى { ومثلا من الذين خلوا من قبلكم } اى وانزلنا مثلا كائنا من قبيل امثال الذين مضوا من قبلكم من القصص العجيبة والامثال المضروبة لهم فى الكتب السابقة والكلمات الجارية على ألسنة الانبياء فتنتظم قصة عائشة الحاكية لقصة يوسف وقصة مريم فى الغرابة وسائر الامثال الواردة انتظاما واضحا فان فى قصتهما ذكر تهمة من هو بريىء مما اتهم به فيوسف اتهمته زليخا ومريم اتهمها اليهود مع براءتهما { وموعظة } تتعظون بها وتنزجرون عما لا ينبغى من المحرمات والمكروهات وسائر ما يخل بمحاسن الآداب ومدار العطف هو التغاير العنوانى المنزل منزلة التغاير الذاتى { للمتقين } وتخصيصهم مع شمول الموعظة للكل حسب شمول الانزال لانهم المنتفعون بها. وفى التأويلات النجمية اى ليتعظ من يريد الاتقاء عما اصاب المتقدمين فان السعيد من وعظ بغيره قال الشيخ سعدى قدس سره
نرود مرغ سوى دانه فراز جون دكرمرغ بيند اندر بند بند كير از مصائب دكران تانكيرند ديكران ز توبند   
ـ روى ـ عن الشعبى انه قال خرج اسد وذئب وثعلب يتصيدون فاصطادوا حمار وحشى وغزالا وارنبا فقال الاسد للذئب اقسم فقال الحمار الوحشى للملك والغزال لى والارنب للثعلب قال فرفع الاسد يده وضرب رأس الذئب ضربة فاذا هو متجندل بين يدى الاسد ثم قال للثعلب اقسم هذه بيننا فقال الحمار يتغدى به الملك والغزال يتعشى به والارنب بين ذلك فقال الاسد ويحك ما اقضاك من علمك هذا القضاء فقال القضاء الذى نزل برأس الذئب ويقال الموعظة هى التى تلين القلوب القاسية وتسيل العيون اليابسه وهى من صفات القرآن عند من يلقى السمع وهو شهيد وفى الحديث " ان هذه القلوب لتصدأ كما يصدأ الحديد " قيل وما جلاؤها قال " تلاوة القرآن وذكر الله تعالى " فعلى العاقل ان يستمع الى القرآن ويتعظ بمواعظة ويقبل الى قبول ما فيه من الاوامر والى العمل بما يحويه من البواطن والظواهر
مهترى در قبول فرمانست ترك فرمان دليل حرمانست