الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ ٱلْفَاحِشَةُ فِي ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ }

{ ان الذين } هم ابن ابىّ ومن تبعه فى حديث الافك { يحبون } يريدون { ان تشيع الفاحشة } تنشر وتظهر والفاحشة ما عظم قبحه من الافعال والاقوال والمراد هنا الزنى اى خبره { فى الذين ءامنوا } اخلصوا الايمان { لهم } بسبب ذلك { عذاب اليم } نوع من العذاب متفاقم المه { فى الدنيا } كالحد ونحوه { والآخرة } كالنار وما يلحق بها، قال ابن الشيخ ليس معناه مجرد وصفهم بانهم يحبون شيوعها فى حق الذين آمنوا من غير ان يشيعوا ويظهروا فان ذلك القدر لا يوجب الحد فى الدنيا بل المعنى ان الذين يشيعون الفاحشة والزنى فى الذين آمنوا كصفوان وعائشة عن قصد ومحبة لاشاعتها، وفى الارشاد يحبون شيوعها ويتصدون مع ذلك لاشاعتها وانما لم يصرح به اكتفاء بذكر المحبة فانها مستتبعة له لا محالة وفى الذين آمنوا متعلق بتشيع اى تشيع فيما بين الناس وذكر المؤمنين لانهم العمدة فيهم او بمضمر هو حال من الفاحشة فالموصول عبارة عن المؤمنين خاصة اى يحبون ان تشيع الفاحشة كائنة فى حق المؤمنين وفى شأنهم { والله يعلم } جميع الامور وخصوصا ما فى ضمائر من حب الاشاعة { وانتم لا تعلمون } فابنوا الامر فى الحد ونحوه على الظواهر والله يتولى السرائر.