الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ وَهُوَ ٱلَّذِيۤ أَنْشَأَ لَكُمُ ٱلسَّمْعَ وَٱلأَبْصَارَ وَٱلأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ }

{ وهو الذى انشأ } خلق { لكم } لمنافعكم { السمع } وهى قوة فى الاذن بها تدرك الاصوات والفعل يقال له السمع ايضا ويعبر تارة بالسمع عن الاذن وبالفارسية كوش { والابصار } جمع بصر يقال للجارحة الناظرة وللقوة فيها وبالفارسيةديده { والافئدة } جمع فؤاد وبالفارسية دل. قال الراغب هو كالقلب لكن يقال فؤاد اذا اعتبر فيه معنى التفؤد اى التوقد يقال فادت اللحم شويته ولحم فئيد مشوى وخص هذه الثلاثة بالذكر لان اكثر المنافع الدينية والدنيوية متعلق بها { قليلا ما تشكرون } ماصلة لتأكيد القلة اى شكرا قليلا تشكرون هذه النعم الجليلة لان العمدة فى الشكر استعمالها فيما خلقت لاجله وانتم تخلون بها اخلالا عظيما، وفى العيون لم تشكروه لا قليلا ولا كثيرا، يقول الفقير وهذا لان القلة ربما تستعمل فى العدم وهو موافق لحال الكفار. ثم فى الآية اشارة الى معانى ثلاثة. احدها اظهار انعامه العظيم وافضاله الجسيم بهذه النعم الجليلة من السمع والابصار والافئدة، وثانيها مطالبة العباد بالشكر على هذه لنعم. وثالثها الشكاية من العباد اذا لشاكر منهم قليل كما قال تعالىوقليل من عبادى الشكور } وشكر هذه النعم استعمالها فى طاعة المنعم وعبوديته فشكر السمع حفظه عن استماع المنهيات وان لا يسمع الا لله وبالله وعن الله
كذركاه قرآن وبندست كوش به بهتان وباطل شنيدن مكوش   
وشكر البصر حفظه عن النظر الى المحرمات وان ينظر بنظر العبرة لله وبالله والى الله
دوجشم ازبى صنع بارى نكوست زعيب برادر فروكيرو دوست   
وشكر القلب تصفيته عن رين الاخلاق الذميمة وقطع تعلقه عن الكونين فلا يشهد غير الله ولا يحب الا الله
ترابكوهر دل كرده اند امانتدار زدزدامانت حق رانكاه دار ومخسب