الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَوِ ٱتَّبَعَ ٱلْحَقُّ أَهْوَآءَهُمْ لَفَسَدَتِ ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَن ذِكْرِهِمْ مُّعْرِضُونَ }

{ ولو اتبع الحق } الذى كرهوه ومن جملته ما جاء به عليه السلام من القرآن { اهواءهم } مشتهيات الكفرة بان جاء القرآن موافقا لمراداتهم فجعل موافقته اتباعا على التوسع والمجاز { لفسدت السماوات والارض ومن فيهن } من الملائكة والانس والجن وخرجت عن الصلاح والانتظام بالكلية لان مناط النظام ومابه قوام العالم ليس الا الحق الذى من جملته الاسلام والتوحيد والعدل ونحو ذلك، قال بعضهم لولا ان الله امر بمخالفة النفوس ومباينتها لاتبع الخلق اهواءهم وشهواتهم ولو فعلوا ذلك لضلوا عن طريق العبودية وتركوا او امر الله تعالى واعرضوا عن طاعته ولزموا مخالفته والهوى يهوى بمتابعيه الى الهاوية { بل اتيناهم بذكرهم } انتقال من تشنيعهم بكراهة الحق الذى يقوم به العالم الى تشنيعهم بالاعراض عما جبل عليه كل نفس من الرغبة فيما فيه خيرها والمراد بالذكر القرآن الذى فيه فخرهم وشرفهم فى الدنيا والآخرة كما قال تعالىوانه لذكر لك ولقومك } اى شرف لك ولقومك والمعنى بل اتيناهم بفخرهم وشرفهم الذى يجب عليهم ان يقبلوا عليه اكمل اقبال، وفى التأويلات النجمية { بل اتيناهم } بما فيه لهم صلاح فى الحال وذكر فى المأل { فهم } بسوء اختيارهم { عن ذكرهم } عن صلاح حالهم وشرف مآلهم، وفى الارشاد اى فخرهم وشرفهم خاصة { معرضون } لاعن غير ذلك مما لايوجب الاقبال عليه والاعتناء به.