الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ وَهُوَ ٱلَّذِيۤ أَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ إِنَّ ٱلإِنْسَانَ لَكَفُورٌ }

{ وهو الذى احياكم } بعد ان كنتم جمادا عناصر ونطفا حسبما فصل فى مطلع السورة الكريمة { ثم يميتكم } عند مجيء آجالكم { ثم يحييكم } عند البعث { ان الانسان لكفور } اى لجحود للنعم مع ظهورها فلا يعبد المنعم الحقيقى وهذا وصف للجنس بوصف بعض افراده، قال الجنيد قدس سره احياكم بمعرفته ثم يميتكم باوقات الغفلة والفترة ثم يحييكم بالجذب بعد الفترة ثم يقطعكم عن الجملة فيوصلكم اليه حقيقة ان الانسان لكفور يذكر ماله وينسى ما عليه، اعلم ان الله تعالى كرم الانسان وعظم شأنه فنقله من عالم الجماد الى عالم النبات ثم منه الى عالم الحيوان ثم جعله ناطقا وافاض عليه نعمة الصورية والمعنوية وجعل الموجودات خادمة له فلا بد من الشكر لالطافه والشكر اظهار النعمة والكشف عنها ونقيضه الكفران وهو سترها واخفاؤها وكل نعمة فهى سبيل الى معرفة المنعم لانها اثره فيلزم الاستدلال بالاثر على االمؤثر وهو الايمان اليقينى وفى الحديث القدسى " كنت كنزا مخفيا فاحببت ان اعرف فخلقت الخلق وتحببت اليهم بالنعم حتى عرفونى " فعلى العاقل ان لا يغتر بالنعم والغنى ويلاحظ التوفيق فى كل حال وفى الخبر ان الله تعالى قال للنبى صلى الله عليه وسلم " قل للقوى لا تعجبنك قوتك فان اعجبتك قوتك فادفع الموت عن نفسك وقل للعالم لا يعجبنك علمك فان اعجبك علمك فاخبرنى متى اجلك وقل للغنى لا يعجبنك مالك وغناؤك فان اعجبك فاطعم خلقى غداء واحدا " فالانسان عاجز والله على كل شىء قدير ومنه النعمة الى الصغير ولكبير قال الشيخ سعدى قدس سره
اديم زمين سفره عام اوست برين خوان يغماجه دشمن جه دوست   
ولكل عضو من اعضاء الانسان طاعة تخصه فاذا لم يصرفه الى مصارفه ولم يستخدمه فيما يناسب له فقد تعرض لسخط الله تعالى وفى البستان
يكى كوش كودك بماليد سخت كه اىبوالعجب رأى وبركشته بخت تراتيشه دادم كه هيزم شكن نكفتم كه ديوار مسجد بكن زبان آمد از بهر شكر وسباس بغيبت نكر داندش حق شناس كذركاه قرآن ويندست كوش به بهتان وباطل شنيدن مكوش دوجشم از بى صنع بارى نوكست زعيب رادر فروكير ودوست   
يقال علامة المنيب اى المقبل الى الله تعالى فى ثلاث خصال. اولاها ان يجعل قلبه للتفكر فى صفات الله والامور الاخروية. والثانية ان يجعل لسانه للذكر والشكر. والثالثة ان يجعل بدنه للخدمة فى سبيل الله تعالى بلا فتور الى ان يأتى الموت نسأل الله سبحانه ان يوفقنا لطاعته وخدمته ويشرفنا بجنته ووصلته.