الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُّدْخَلاً يَرْضَوْنَهُ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ }

بقوله { ليدخلنهم مدخلا } اسم مكان اريد به الجنة { يرضونه } لما انهم يرون فيها ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر { وان الله لعليم } باحوال كل { حليم } لا يعاجل بعقوبة الاعداء مع غاية الاقتدار ـ روى ـ ان ابراهيم عليه السلام رأى عاصيا فى معصيته فدعا عليه وقال اللهم اهلكه ثم رآه ثانيا وثالثا ورابعا فدعا عليه فقال الله تعالى يا ابراهيم لو اهكلنا كل عبد عصى ما بقى الا القليل ولكن اذا عصى امهلناه فان تاب قبلناه وان استغفر اخرنا العذاب عنه لعلمنا انه لايخرج عن ملكنا، قال الكاشفى آورده اندكه بعضى ازصحابه كفتند يا رسول الله باجمع بردران دينى بجهاد ميرويم ايشان شهيد ميشوند وبعطيات الهى اختصاص ميكردند اكر ما بميريم وشهيد نميشويم حال ما جون باشد اين آيت فرود آمد يعنى سوى فى الآية بين المقتول والمتوفى على حاله فى الوعد لاستوائهما فى العقد وهو التقرب الى الله ونصرة الدين ونظيره ما قال حضرة الشيخ الاكبر قدس سره الاطهر فى الفتوحات المكية انما قال المؤذن قد قامت الصلاة بلفظ الماضى مع ان الصلاة مستقبلة بشرى من الله لعباده لمن جاء الى المسجد ينتظر الصلاة او كان فى الطريق آتيا اليها او كان فى حال الوضوء بسببها او كان فى حال القصد الى الوضوء قبل الشروع فيه ليصلى بذلك الوضوء فيموت فى بعض هذه المواطن قبل وقوع الصلاة منه فبشره الله بان الصلاة قد قامت له فى هذه المواطن كلها فله اجر من صلاها وان كانت ماوقعت منه فلذلك جاء بلفظ الماضى لتحقق الحصول فاذا حصلت بالفعل ايضا فله اجر الحصول كذلك وقد ورد ان احدكم فى صلاة ما انتظر الصلاة انتهى ـ روى ـ ان جنازتين اصيب احدهما بمنجنيق والآخر توفى فجلس فضالة بن عبيد عند قبر المتوفى فقيل له تركت الشهيد فلم تجلس عنده فقال ما ابالى من أى حفرتيهما بعثت ان الله تعالى يقولوالذين هاجروا فى سبيل الله ثم قتلوا او ماتوا } الآية وفى الحديث " من خرج حاجا فمات كتبه له اجر الحاج الى يوم القيامة ومن خرج معتمرا فمات كتب له اجر المعتمر الى يوم القيامة ومن خرج غازيا فمات كتب له اجر الغازى الى يوم القيامة " ـ روى ـ ان ابا طلحة رضى الله عنه لما غزا فى البحر فمات طلبوا جزيرة يدفنونه فيها فلم يقدروا عليها الا بعد سبعة ايام وما تغير جسده وهذا من صفة الشهداء، وقال بعضهم مراتب حسن الارزاق متفاوتة تفاوت حسن حال المرزوقين فلا تقتضى الآية تساوى المقتول والمتوفى على كل حال فللمقتول فى سبيل الله مزية على الميت بما اصابه فى ذات الله تعالى فهو افضل منه ويدل عليه دلائل كثيرة منها قوله عليه السلام لما سئل أى الجهاد افضل " ان يعقر جوادك ويهراق دمك " وايضا المقتول فى سبيل الله يجيء وريح دمه ريح المسك والميت لم ينل ذلك وايضا المقتول يتمنى الرجعة الى الدنيا ليقتل في سبيل الله مرة ثانية لما يرى من فضل الشهادة وليس كذلك الميت وايضا القتل فى سبيل الله يكفر كل ذنب ولم يرد ذلك فى الموت وايضا الميت فى سبيل الله يغسل والمقتول لايغسل وايضا الشهيد المقتول يشفع ولم يرد ذلك فى الميت وايضا الشهيد يرى الحور العين قبل ان يجف دمه وليس كذلك الميت، وفى الآية اشارة الى المهاجرة عن اوطان الطبيعة فى طلب الحقيقة وقتل النفس بسيف الصدق او الموت عن الاوصاف البشرية واجر هذا هو الرزق المعنوى فى الدينا فرزق القلوب حلاوة العرفان ورزق الاسرار مشاهدات الجمال ورزق الاوراح مكاشفات الجلال وفى المثنوى

السابقالتالي
2