الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِآيٰتِنَا فَأُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ }

{ والذين كفروا وكذبوا بآياتنا } اى اصروا على ذلك استمروا { فاولئك } متبدأ خبره جملة قوله { لهم عذاب مهين } خوار كننده ورسوا سازنده، قال السمرقندى مهين يذهب بعزهم وكبرهم رأسا وبالكلية ويلحقهم من الخزى والصغار مالا يحيط به الوصف، قال فى الارشاد ومهين صفة لعذاب مؤكدة لما افاده التنوين من الفخامة وادخال الفاء فى خبر الثانى دون الاول تنبيه على ان اثابة المؤمنين بطريق التفضل لا لايجاب الاعمال الصالحة اياها وان عقاب الكفارين بسبب اعمالهم السيئة، واعلم ان الفصل والحكومة العادلة كائن لامحالة وان كان الكفار فى شك من القرآن ومانطق به من البعث والمجازاة ـ روى ـ ان لقمان وعظ انبه وقال يا بنىّ ان كنت فى شك من الموت فادفع عن نفسك النوم ولن تستطيع ذلك وان كنت فى شك من البعث فاذا نمت فادفع عن نفسك الانتباه ولن تستطيع ذلك فانك اذ فكرت فى هذا علمت ان نفسك بيد غيرك فان النوم بمنزلة الموت واليقظة بعد النوم بمنزلة البعث بعد الموت فاذا عرف العبد مولاه قبل امره ونال به عزة لاتنقطع ابدا و هى عزة الآخرة التى تستصغر عندها عزة الدنيا ـ روى ـ ان عابدا رأى سليمان عليه السلام فى عزة الملك فقال ياابن داود لقد آتاك الله ملكا عظيما فقال سليمان لتسبيحه واحدة خير مما فيه سليمان فانها تبقى وملك سليمان يفنى فاذا كانت التسبيحة الواحدة افضل من ملك سليمان فما ظنك بتلاوة القرآن الذى هو افضل الكتب الالهية، قال حضرة الشيخ الاكبر قدس سره الاطهر فى الفتوحات المكية يستحب لقارىء القرآن فى المصحف ان يجهر بقراءته ويضع يده على الآية يتبعها فيأخذ اللسان حظه من الرفع ويأخذ البصر حظه من النظر وتأخذ اليد حظها من المس قال وهكذا كان يتلو ثلاثة من اشياخنا منهم عبدالله بن مجاهد فعلى العاقل ان يجتهد فى الوصول الى اعالى درجات الجنان بالاذكار وتلاوة القرآن.