الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ ثُمَّ لْيَقْضُواْ تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُواْ نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُواْ بِٱلْبَيْتِ ٱلْعَتِيقِ }

{ ثم ليقضوا تفثهم } عطف على يذكروا اى ليزبلوا وسخهم بخلق الرأس وقص الشارب والاظفار ونتف الابط ولاستحداد عند الاحلال اى الخروج من الاحرام فالتفث الوسخ يقال للرجل ما أتفثك وما ادرنك اى وما اوسخك وكل ما يستقذر من الشعث وطول الظفر ونحوهما تفث، قال الراغب اصل التفث سخ الظفر وغير ذلك مما شأنه ان يزال عن البدن والقضاء فصل الامر قولا كان ذلك او فعلا وكل واحد منها على وجهين الهى وبشرى والآية من قبيل البشرى كما فى قوله تعالىثم اقضوا الىّ ولا تنظرون } اى افرغوا من امركم وقول الشاعر
قضيت امورا ثم غادرت بعدها   
يحتمل القضاء بالقول والفعل جميعا كما فى المفردات { وليوفوا نذورهم } يقال وفى بعهده واوفى اذا تمم العهد ولم ينقض حفظه كما دل عليه الغدر وهو الترك والنذر ان توجب على نفسك ما ليس بواجب والمراد بالنذور ما نذروه من اعمال البر فى ايام الحج فان الرجل اذا حج واعتمر فقد يوجب على نفسه من الهدى وغيره ما لولا ايجابه لم يكن الحج يقتضيه وان كان على الرجل نذور مطلقة فالافضل ان يتصدق بها على اهل مكة { وليطوفوا } طواف الركن الذى به يتم التحلل فانه قرينة قضاء التفث { بالبيت العتيق } اى القديم فانه اول بيت وضع للناس او المعتق من تسلط الجبابرة فكم من جبار سار اليه ليهدمه فعصمه الله واما الحجاج الثقفى فانما قصد اخراج ابن الزبير رضى الله عنه لا التسلط عليه ولما قصد التسلط عليه ابرهه فعل به ما فعل، اعلم ان طواف الحجاج ثلاثة. الاول طواف القدوم وهو ان من قدم مكة يطوف بالبيت سبعا يرمل ثلاثا من الحجر الاسود الى ان ينتهى اليه ويمشى اربعا وهذا الطواف سنة لاشىء بتركه. والثانى طواف الافاضة يوم النحر بعد الرمى والحلق ويسمى ايضا طواف الزيارة وهو ركن لا يحصل التحلل من الاحرام ما لم يأت به. والثالث طواف الوداع لا رخصه لمن اراد مفارقة مكة الى مسافة القصر فى ان يفارقها حتى يطوف بالبيت سبعا فمن تركه فعليه دم الا المرأة الحائضة فانه يجوز لها ترك طواف الوداع ثم ان الرمل يختص بطواف القدوم ولا رمل فى طواف الافاضة والوداع
اى كه درين كوى قدم مى نهى روى توجه بحرم مى نهى باى باندازه درين كوى نه باى كر سوده شود روى نه جرخ زنان طوف كنان برحضور توشده بروانه واوشمع نور عادت براونة ندانى مكر جرخ زند اول وسوزد دكر   
قال الشيخ الاكبر قدس سره الاطهر فى الفتوحات المكية لما نسب الله العرش فى السماء الى نفسه وجعله محل استواء للرحمن فقالالرحمن على العرش استوى }

السابقالتالي
2 3