الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱللَّهَ يُدْخِلُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ جَنَاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ إِنَّ ٱللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ }

{ ان الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجرى من تحتها الانهار } بيان لكمال حسن حال المؤمنين العابدين له تعالى اثر بيان سوء حال الكفرة. والجنة الارض المشتملة على الاشجار المتكاثفة الساترة لما تحتها والنهر مجرى الماء الفائض فاسناد الجرى الى الانهار من الاسناد الحكمى كقولهم سال الميزاب اذ الجريان من اوصاف الماء لا من اوصاف النهر ووصف الجنات به دلالة على انها من جنس ما هو ابهى الاماكن التى يعرفونها لتميل اليها طباعهم كما قال الكاشفى غايت نزهت باغ وبستان بآب روانست { ان الله يفعل ما يريد } اى يفعل البتة كل ما يريده من اثابة الموحد الصالح وعقاب المشرك لا دافع له ولا مانع. وفى الآيات اشارات، منها ان من يعبد الله على طبع وهو ورؤية عوض وطمع كرامات ومحمدة الخلق ونيل الدنيا فاذا اصابته امانيه سكن في العبادة واذا لم يجد شيأ منها ترك التحلى بتحلية الاولياء فخسرانه في الدنيا فقدان القبول والجاء عند الخلق وافتضاحه عندهم وسقوطه من طريق السنة والعبادة الى الضلالة والبدعة وخسرانه في الآخرة بقاؤه فى الحجاب عن مشاهدة الحق واحتراقه بنيران البعد وايضا ان بعض الطالبين ممن لا صدق له ولا ثبات فى الطلب يكون من اهل التمنى فيطلب الله فى شك فان اصابه شىء مما يلائم نفسه وهواه او فتوح من الغيب اقام على الطلب فى الصحبة وان اصابه بلاء او شدة وضيق فى المجاهدات والرياضات وترك الشهوات ومخالفة النفس وملازمة الخدمة ورعاية حق الصبحة والتأدب بآداب الصحبة والتحمل من الاخوان انقلب على وجه يتبدل الافرار بالانكار والاعتراض والتسليم بالاباء والاستكبار والارادة بالارتداد والصحبة بالهجران خسر ماكان عليه من الدنيا وبتركه وخسر الآخرة بارتداده عن الطلب والصحبة، ومن هنا قال المشايخ مرتد الطريقة شر من مرتد الشريعة ذلك هو الخسران المبين فان من رده صاحب قلب يكون مردود القلوب كلها كما ان من قبله يكون مقبول الكل قال الحافظ
كليد كنج سعادت قبول اهل دلست مباد كس كه درين نكته شك وريب كند شبان وادىء ايمن كهى رسد بمراد كه جندان سال بجان خدمت شعيب كند   
يقول الفقير المسلمون صنفان صنف مشتغل بالجهاد الاصغر وصنف مشتغل بالجهاد الاكبر فضفعاء الصنف الاول يكونون على طرف الجيش والثانى على طرف الدين فان كان الامر على مرادهم اقبلوا والا ادبروا وفى ذلك خسارة لهم من جهة الدنيا والآخرة لانهم يغلبهم الكفار والنفس الامارة فى الدنيا ويفوت عنهم درجات السعداء فى الآخرة فلا يظفرون بغنيمة مطلقا فلا بد من الصبر على المشاق وقال الشيخ سعدى فى وصف الاولياء
خوشا وقت شوريد كان غمش اكر زخم بينند اكر مرهمش دما دم شراب الم در كشند وكر تلخ بينند دم در كشند نه تلخست صبرى كه برياد اوست كه تلخى شكرباشد ازدست دوست   

السابقالتالي
2