الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ ثُمَّ نُكِسُواْ عَلَىٰ رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَـٰؤُلاۤءِ يَنطِقُونَ }

{ ثم نكسوا على رؤسهم } اى انقلبوا الى المجادلة بعدما استقاموا بالمراجعة شبه عودهم الى الباطل بصيرورة اسفل الشئ اعلاه من قولهم نكس المريض اذا عاد الى مرضه الاول بعد العافية والنكس قلب الشئ ورد آخره على اوله. وقال الكاشفى بس نكونسار كرده شدند برسرهاى خود يعنى سردربيش افكندنداز حجالت وغيرت. وفى التأويلات النجمية يشير الى ان لكل انسان عقلا لو رجع الى عقله وتفكر فى حاله لعلم صلاحه وفساد حاله وفى المثنوى
كشتئ بى لنكر آمدمردنر كه زبادكز ندارد او حذر لنكر عقلست عاقل را امان لنكرى دريوزه كن ازعاقلان   
وفيه اشارة اخرى وهى ان العقل وان كان يعرف الصلاح من الفساد ويميز بين الحق والباطل ما لم يكن له تأييد من نور الله وتوفيق منه لا يقدر على اختيار الصلاح واحتراز الفساد فيبقى مبهوتا كما كان حال قوم نمرود حيث نكسوا على رؤسهم اذ لم يكونوا موفقين فما نفعهم ما عرفوا من الحق وفى المثنوى
جز عنايت كه كشايد جشم را جز محبت كه نشاند خشم را جهدبى توفيق خود كس رامباد درجهان والله اعلم بالرشاد   
{ لقد علمت ما هؤلاء ينطقون } على ارادة القول اى قائلين لقد علمت يا ابراهيم ان ليس من شأنهم النطق فكيف تأمرنا بسؤالهم فاقروا بهذا للحيرة التى لحقتهم