الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ٱرْتَضَىٰ وَهُمْ مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ } * { وَمَن يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّيۤ إِلَـٰهٌ مِّن دُونِهِ فَذٰلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي ٱلظَّالِمِينَ }

{ يعلم } الله تعالى اى لا يخفى عليه { ما بين ايديهم } ما قدموا من الاقوال والاعمال { وما خلفهم } وما اخروا منهما وهو الذى ما قالوه وما عملوه بعد فيعلمهم باحاطته تعالى بذلك ولا يزالون يراقبون احوالهم فلا يقدمون على قول او عمل بغير امره تعالى فهو تعليل لما قبله وتمهيد لمابعده { ولا يشفعون } الشفع ضم الشئ الى مثله. والشفاعة الانضمام الى آخر ناصرا له وسائلا عنه واكثر ما يستعمل فى انضمام من هو اعلى مرتبة الى من هو ادنى ومنه الشفاعة فى القيامة { الا لمن ارتضى } ان يشفع له من اهل الايمان مهابة منه تعالى وبالفارسية مكر كسى كه خدى بشفاعت به بسندد اورا قال ابن عباس رضى الله عنهما الا لمن قال لا اله الا الله. فلا دليل فيه للمعتزلة فى نفى الشفاعة عن اصحاب الكبائر. قال فى الاسئلة المقحمة هذا دليل على ان لا شفاعة لاهل الكبائر لانه لا يرضى لهم والجواب قد ارتضى العاصى لمعرفته وشهادته وان كان لا يرتضيه لفعله لانه اطاعه من وجوه وان عصاه من وجوه اخر فهو مرتضاه من جوه الطاعة له ولهذا قال ابن عباس رضى الله عنهما الذى ارتضاهم هم اهل شهادة ان لا اله الا الله وفى المثنوى
كفت بيغمبركه روز رستخيز كى كذارم مجرما نرا اشك ريز من شفيع عاصيان باشم بجان تارهانم شان زاكشنجه كران عاصيان واهل كبائررا بجهد وارهانم ازعتاب نقض عهد صالحان امتم خود فارغند از شفاعتهى من روز كزند بلكه ايشانرا شفاعتها بود كفتشان جون حكم نافذمى رود   
{ وهم } مع ذلك { من خشيته } اى من خشيتهم منه تعالى فاضيف المصدر الى مفعوله { مشفقون } مرتعدون يا ازمهابت وعظمت اوترسان والاشفاق عناية مختلطة بخوف لان المشفق يحب المشفق عليه ويخاف ما يلحقه كما فى المفردات. قال ابن الشيخ الخشية والاشفاق متقاربان فى المعنى والفرق بينهما ان المنظور فى الخشية جانب المخشى منه وهو عظمته ومهابته وفى الاشفاق جانب المخشى عليه وهو الاعتناء بشأنه وعدم الامن من ان يصيبه مكروه ثم ان الاشفاق يتعدى بكل واحد من كلمتى من وعلى يقال اشفق عليه فهو مشفق واشفق منه اى حذر فان عدى بمن يكون معنى الخوف فيه اظهر من معنى الاعتناء وان عدى بعلى يكون معنى الاعتناء اظهر من معنى الخوف. وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه رأى جبريل ليلة المعراج ساقطا كالحلس من خشية الله تعالى. وعنه ايضا ان اسرافيل له جناح بالمشرق وجناح بالمغرب والعرش على جناحه وانه ليتضاءل الاحيان حتى يعود مثل الوضع وهو بالسكون ويحرك طائر اصغر من العصفور كما فى القاموس

السابقالتالي
2 3