الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ يَوْمَ نَطْوِي ٱلسَّمَآءَ كَطَيِّ ٱلسِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَآ أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَآ إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ }

{ يوم نطوى السماء } منصوب باذكر والطى ضد النشر { كطى السجل } وهى الصحيفة اى طيا كطى الطومار { للكتب } متعلقة بمحذوف هو حال من السجل اى كائنا للكتب عبارة عن الصحائف وما كنت فيها فسجلها بعض اجزائها وبه يتعلق الطى حقيقة. وقال الامام السهيلى ذكر محمد بن حسن المقرى عن جماعة من المفسرين ان السجل ملك فى السماء الثالثة ترفع اليه اعمال العباد ترفعها اليه الحفظة الموكلون بالخلق فى كل خميس واثنين وكان من اعوانه فيما ذكروا هاروت وماروت. وفى السنن لابى داود السجل كاتب كان للنبى عليه السلام وهذا لا يعرف فى كتاب النبى ولا فى اصحابه من اسمه السجل ولا وجد الا فى هذا الخبر النتهى كلام السهيلى رحمه الله. قال فى انسان العيون لم يذكر فى القرآن من الصحابة رضى الله عنهم احد باسمه الا زيد بن حارثه رضى الله عنه الذى تبناه رسول الله صلى الله عليه وسلم كمالم يذكر امرأة باسمها الا مريم. قال ابن الجوزى الا ما يروى فى بعض التفاسير ان السجل الذى فى قوله تعالى { يوم نطوى السماء } الى آخره اسم رجل كان يكتب لرسول الله عليه السلام انتهى. وفى القاموس السجل اسم كاتب للنبى عليه السلام واسم ملك { كما بدأنا اول خلق نعيده } ما كافة تكف الكاف عن العمل واول مفعول لبدأنا اى نعيد ما خلقناه مبتدأ اعادة مثل بدئنا اياه فى كونها ايجادا بعد العدم وهو لاينا فى الاعادة من عجب الذنب. قال فى البحر اى نعيد اول الخلق كما بدأناه تشبيها للاعادة بالابداء فى تناول القدرة القديمة لهما على السواء { وعدا } اى وعدنا الاعادة وعدا { علينا } اى علينا انجازه وبالفارسية برماست وفا كردن بدان { انا كنا فاعلين } ذلك لا محالة. وفى التأويلات النجمية يشير الى طى سماء الوجود الانسانى بتجلى صفة الجلال فى افناء مراتب الوجود من الانتهاء الى الابتداء كما بدأنا اول خلق من ابتداء النطفة بالتدريج من خلق النطفة علقة ومن خلق العلقة مضغة ومن خلق المضغة عظاما الى انتهاء خلق الانسانية ومن وصف النباتية الى وصف المركبية ومن وصف المركبية الى وصف مفردات العنصرية ومن وصف المفردية الى وصف الملكوتية ومن وصف الملكوتية الى وصف الروحانية ومن وصف الروحانية الى وصف الربوبية بجذوة ارجعى الى ربك وعدا علينا فى الازل انا كنا فاعلين الى الابد.