الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَن يَعْمَلْ مِنَ ٱلصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلاَ يَخَافُ ظُلْماً وَلاَ هَضْماً }

{ ومن يعمل من الصالحات } اى بعض الصالحات فمن مفعول يعمل باعتبار مضمونه { وهو مؤمن } فان الايمان شرط فى صحة الطاعات وقبول الحسنات { فلا يخاف ظلما } اى منع ثواب مستحق بموجب الوعد { ولا هضما } ولا كسرا منه بنقص ومنه هضم الطعام. قال الراغب الهضم شدخ ما فيه رخاوة يقال هضمته فانهضم وهضم الدواء الطعام نكهه والهاضوم كل دواء هضم طعاما ونخل طلعها هضيم اى داخل بعضها فى بعض كانما شدخ. وقال الكاشفى بس نترسد دران روزازستم وبيدادكه زيادتى سيآتست ونه ازكسر وشكست كه نقصان حسناتست يعنى نه از حسنات مؤمن جيزى كم كنند ونه سيآت وى افزايند فعليك بالحسنات والكف عن السيآت فان كل احد يجد ثمرة شجرة اعماله ويصل باعماله الى كل آماله وافضل الاعمال اداء الفرائض مع اجتناب المحارم. قال سليمان بن عبد الملك لابى حازم عظنى واوجز قال نعم يا امير المؤمنين نزه ربك وعظمه من ان يراك حيث نهاك او يفقدك حيث امرك. قال بعض الكبار من علامة اتباع الهوى المسارعة الى نوافل الخيرات والتكاسل عن القيام بحقوق الواجبات وهذا حال غالب الخلق الا من عصمه الله ترى الواحد منهم يقوم بالاوراد الكثيرة والنوافل العديدة الثقيلة ولا يقوم بفرض واحد على وجهه وانما حرموا الوصول بتضييعهم الاصول - حكى - عن ابى محمد المرتعش رحمه الله انه قال حججت حجات على قدم التجريد فسألتنى امى ليلة ان استقى لهاجرة فثقل ذلك علىّ فعلمت ان مطاوعة نفسى فى الحجات كانت بحظ مشوب للنفس اذ لو كانت نفسى فانية لم يصعب عليها ما هو حق فى الشرع. ثم ان المرء بمجرد العمل لا يكون الا عابدا واما المعارف الالهية والوصول الى الدرجات العاليات فيحتاج الى مرشد كامل ولذا هاجر الكبار من دار الى دار لتحصيل صحبة المقربين والابرار قال الحافظ
من بسر منزل عنقا نه بخود بردم راه قطع اين مرحله بامرغ سليمان كردم