الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ ٱلدَّاعِيَ لاَ عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتِ ٱلأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَـٰنِ فَلاَ تَسْمَعُ إِلاَّ هَمْساً }

{ يومئذ } اى يوم اذ نسفت الجبال على اضافة اليوم الى وقت النسف وهو ظرف لقوله { يتبعون } اى الناس { الداعى } الذين يدعوهم الى الموقف والمحشر وهو اسرافيل عليه السلام يدعو الناس عند النفخة الثانية قائما على صخرة بيت المقدس ويقول ايتها العظام البالية والاوصال المنفرقة واللحوم المتمزقة قوموا الى عرض الرحمن فيقبلون من كل اوب الى صوبه اى من كل جانب الى جهته { لا عوج له } لا يعوج له مدعو ولا يعدل عنه بل يستوى اليه من غير انحراف متبعا لصوته لانه ليس فى الارض ما يحوجهم الى التعويج ولا يمنع الصوت من النفوذ على السواء { وخشعت الاصوات للرحمن } خفضت من شدة الفزع وخفتت لهيبته والخشوع الخضوع وهو التواضع والسكون او هو فى الصوت والبصر والخضوع فى البدن. وفى المفردات الخشوع ضراعة واكثر ما يستعمل فيما يوجد على الجوارح والضراعة اكثر ام يستعمل فيما يوجد فى القلب ولذلك قيل فيما روى اذا ضرع القلب خشعت الجوارح والصوت هواء متموج بتصادم جسمين وهو عام والحرف مخصوص بالانسان وضعا { فلا تسمع الا همسا } صوتا خفيا ومنه الحروف المهموسة وهمس الاقدام اخفى ما يكون من صوتها. وقال الكاشفى بس نشنوى تودران روزمكر آوازى نرم يعنى صوت اقدام ايشان در رفتن محشر. قال الامام الغزالى فى الدرة الفاخرة ينفخ فى الصور اى نفخة اولى فتتطاير الجبال وتتفجر الانهار بعضها فى بعض فيمتلئ عالم الهواء ماء وتنثر الكواكب وتتغير الارض والسماء ويموت العالمون فتخلو الارض والسماء ثم يكشف سبحانه عن بيت سقر فيخرج لهب من النار فيشتغل فى البحور فتنشف اى تسرب ويدع الارض حمأة سوداء والسموات كأنها عكر الزيت والنحاس المذاب ثم يفتح تعالى خزانة من خزائن العرش فيها بحر الحياة فيمطر به الارض وهو كمنىّ الرجال فتنبت الاجسام على هيئتها الصبى صبى والشيخ شيخ وما بينهما ثم يهب من تحت العرش ريح لطيفة فتبرز الارض ليس فيها جبل ولا عوج ولا امت ثم يحيى الله تعالى اسرافيل فينفخ من صخرة بيت المقدس فتخرج الارواح من ثقب فى الصور بعددها ويحل كل روح فى جسده حتى الوحش والطير فاذا هم بالساهرة اى بوجه الارض بعد ان كانوا فى بطنها وقيل الساهرة صحراء على شفير جهنم. وعن ابن عباس رضى الله عنهما ارض من فضة بيضاء لم يعص الله عليها منذ خلقها. قال فى التأويلات النجمية { لا ترى فيها عوجا } من نقاياهاولا امتا } من زواياها { يومئذ يتبعون الداعى } اى الذى دعاهم فى الدنيا فاجابوا داعيهم { لا عوج له } فى دعائهم يعنى كل داع من الدعاة يكون مجيبا فى جبلته الانسانية لانه تعالى هو الداعى والمجيب كقوله تعالى

السابقالتالي
2