الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱسْتَعِينُواْ بِٱلصَّبْرِ وَٱلصَّلَٰوةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى ٱلْخَٰشِعِينَ }

{ واستعينوا } يا بنى اسرائيل على قضاء حوائجكم { بالصبر } اى بانتظار الظفر والفرج توكلا على الله تعالى او بالصوم الذى هو صبر عن المفطرات لمافيه من كسر الشهوة وتصفية النفس { والصلوة } اى التوسل بالصلاة والالتجاء اليها حتى تجابوا إلى تحصيل المآرب وجبر المصائب كانهم اى بنى اسرائيل لماامروا بماشق عليهم لما فيه من ترك الكلفة وترك الرياسة والاعراض عن المال عولجوا بذلك. روى انه عليه السلام كان اذا حزبه امر فرع الى الصلاة وروى ان ابن عباس رضى الله عنهما نعى له بنت وهو في سفر فاسترجع وقال عورة سترها الله ومؤونة كفاها الله واجر ساقه الله ثم تنحى عن الطريق وصلى ثم انصرف الى راحتله وهو يقرأ واستعينوا بالصبر والصلاة { وانها } اى الاستعانة بهما { لكبيرة } لثقيلة ساقه كقوله تعالىكبر على المشركين ما تدعوهم إليه } الشورى 13. { الا على الخاشعين } اى المخبتين الخائفين والخشوع بالجوارح والخضوع بالقلب او الخشوع بالبصر والخضوع بسائر الاعضاء وانمالم يثقل عليهم لانهم يستغرقون في مناجاة ربهم فلا يدركون ما يجرى عليهم من المشاق والمتاعب لذلك قال صلى الله عليه وسلم " وقرة عينى في الصلاة ". ان اشتغاله عليه السلام بالصلاة كان راحة له وكان يعد غيرها من الاعمال الدنيوية تعبا.