الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ حَافِظُواْ عَلَى ٱلصَّلَوَٰتِ وٱلصَّلَٰوةِ ٱلْوُسْطَىٰ وَقُومُواْ للَّهِ قَٰنِتِينَ }

{ حافظوا على الصلوات } بالاداء لوقتها والمداومة عليها والمراد بالصلوات المكتوبات الخمس فى كل يوم وليلة ثبت عددها بغيرها من الآيات والاحاديث المتواترة وباشارة فى هذه الآية وهو ذكر الوسطى وهى ما اكتنفه عددان متساويان واقل ذلك خمسة لا يقال ان الثلاث بهذه الصفة لانا نقول الثلاث لا يكتنفها عددان فان الذى قبلها واحد والذى بعدها واحد وهو ليس بعدد فان العدد ما اذا اجتمع طرفاه صارا ضعفه وليس له طرفا فانه ليس قبله شىء { و } حافظوا على { الصلوة الوسطى } اى المتوسطة بينها على ان تكون الوسطى صفة مشبهة او الفضلى منها على ان تكون افعل تفضيل تأنيث الاوسط واوسط الشىء خيره واعدله وهى صلاة العصر لانها بين صلاتى ليل وصلاتى نهار ولقوله عليه الصلاة والسلام يوم الاحزاب " شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر ملأ الله قبورهم وبيوتهم ناراBR> ". وفضلها لكثرة اشتغال الناس فى وقتها بتجاراتهم ومكاسبهم واجتماع ملائكة الليل وملائكة النهار قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من فاتته صلاة العصر فكأنما وتر اهله ومالهBR> ". اى ليكن من فوتها حذرا كما يحذر من ذهاب اهله وماله ثم فى حديث يوم الاحزاب حجة على من قال الصلاة الوسطى غير العصر وعلى من قال انها مبهمة ابهمها الله تعالى تحريضا للخلق على محافظتها كساعة الاجابة يوم الجمعة. فان قيل ما روت عائشة رضى الله عنها انه عليه الصلاة والسلام قال " حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصرBR> ". يدل على ان الوسطى غير العصر. قلت يحتمل ان يكون الوسطى لقبا والعصر اسما فذكرها باسمها كذا فى شرح المشارق لابن الملك { وقوموا لله } اى فى الصلاة { قانتين } حال من فاعل قوموا اى ذاكرين له فى القيام لان القنوت هو الذكر فيه او خاشعين ـ روى ـ انهم كانوا اذا قام احدهم الى الصلاة هاب الرحمن ان يمد بصره او يلتفت او يقلب الحصى او يحدث نفسه بشىء من امور الدنيا الا ناسيا حتى ينصرف.