الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلْ أَتُحَآجُّونَنَا فِي اللَّهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ وَلَنَآ أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ }

{ قل أتحاجوننا } المحاجة المجادلة ودعوى الحق واقامة الحجة على ذلك من كل واحد والهمزة للانكار والتوبيخ. وسبب نزول هذه الآية ان اليهود والنصارى قالوا ان الانبياء كانوا منا وعلى ديننا وديننا اقدم فقال الله تعالى قل يا محمد لليهود والنصارى أتجادلوننا وتخاصموننا { فى الله } اى فى دينه وتدعون ان دينه الحق هو اليهودية والنصرانية وتبنون دخول الجنة والاهتداء عليهما وتقولون تارة لن يدخل الجنة الا من كان هودا او نصارى وتارة كونوا هودا او نصارى تهتدوا { وهو ربنا وربكم } اى والحال انه لا وجه للمجادلة اصلا لانه تعالى مالك امرنا وامركم { ولنا اعمالنا } الحسنة الموافقة لامره { ولكم اعمالكم } السيئة المخالفة لحكمه فكيف تدعون انكم اولى بالله { ونحن له } اى لله تعالى { مخلصون } فى تلك الاعمال لا نبتغى بها الا وجهه فأنى لكم المحاجة وادعاء حقية ما انتم عليه والطمع فى دخول الجنة بسببه ودعوة الناس اليه وانتم به مشركون. والاخلاص تصفية العمل عن الشرك والرياء وحقيقته تصفية الفعل عن ملاحظه المخلوقين.