الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِٱلْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلاَ تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ ٱلْجَحِيمِ }

{ إنا أرسلناك } حال كونك ملتبسا { بالحق } مؤيدا به والمراد الحجج والآيات وسميت به لتأديتها الى الحق { بشيرا } حال كونك مبشرا لمن تبعك بما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب احد { ونذيرا } اى منذرا ومخوفا لمن كفر بك وعصاك والمعنى ان شأنك بعد اظهار صدقك فى دعوى الرسالة بالدلائل والمعجزات ليس الا الدعوة والابلاغ بالتبشير والانذار لا ان تجبرهم على القبول والايمان فلا عليك ان أصروا على الكفر والعناد فان الاحوال اوصاف لذى الحال والاوصاف مقيدة للموصوف { ولا تسئل عن اصحاب الجحيم } ما لهم لم يؤمنوا بعد ان بلغت والجحيم المكان الشديد الحر وقرئ ولا تسأل فتح التاء وجزم اللام على انه نهى لرسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم عن السؤال عن حال ابويه على ما روى انه عليه السلام قال " ليت شعرى ما فعل ابواى ". اى ما فعل بهما والى اى حال انتهى امرهما فنزلت. واعلم ان السلف اختلفوا فى ان ابوى النبى صلى الله عليه وسلم هل ماتا على الكفر او لا ذهب الى الثانى جماعة متمسكين بالادلة على طهارة نسبه عليه الصلاة والسلام من دنس الشرك وشين الكفر وعبادة قريش صنما وان كانت مشهورة بين الناس لكن الصواب خلافه لقول ابراهيم عليه السلامواجنبني وبنى أن نعبد الأصنام } إبراهيم 35. وقوله تعالى فى حق ابراهيموجعلها كلمة باقية فى عقبه } الزخرف 28. وذهب الى الاول جمع منهم صاحب التيسير حيث قال ولما امر رسول الله صلى الله عليه وسلم بتبشير المؤمنين وانذار الكافرين كان يذكر عقوبات الكفار فقام رجل فقال يا رسول الله اين والدى فقال فى النار فحزن الرجل فقال عليه السلام " ان والديك ووالدى ووالدى ابراهيم فى النار " فنزل قوله تعالى { ولا تسئل عن أصحاب الجحيم } البقرة 119. فلم يسألوه شيأ بعد ذلك وهو كقولهلا تسئلوه عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم } المائدة 101. وذهب نفر من هذا الجمع بنجاتهما من النار منهم الامام القرطبى حيث قال فى التذكرة ان عائشة رضى الله عنها قالت حج بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة الوداع فمر على عقبة الحجون وهو باك حزين مغتم فبكيت لبكاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم انه ظفر فنزل فقال " يا حميراء استمسكى ". اى زمام الناقة فاستندت الى جنب البعير فمكث عنى طويلا ثم انه عاد الى وهو فرح متبسم فقلت له بأبى انت وامى يا رسول الله نزلت من عندى وانت باك حزين مغتم فبكيت لبكائك يا رسول الله ثم انك عدت الى وانت فرح متبسم فعماذا يا رسول الله فقال

السابقالتالي
2 3