الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَٰوةَ وَآتُواْ ٱلزَّكَٰوةَ وَمَا تُقَدِّمُواْ لأَنْفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }

{ واقيموا الصلوة وآتوا الزكوة } عطف على فاعفوا كأنه امرهم بالصبر والمخالفة واللجأ الى الله تعالى بالعبادة والبر فالمراد الامر بملازمة طاعة الله تعالى من الفرائض والواجبات والتطوعات بقرينة قوله { وما تقدموا لأنفسكم من خير } فان الخير يتناول اعمال البر كلها الا انه تعالى خص من بينها اقام الصلاة وايتاء الزكاة بالذكر تنبيها على عظم شأنهما وعلو قدرهما عند الله تعالى فان الصلاة قربة بدنية ليكون عمل كل عضو شكرا لما انعم الله عليه فى ذلك والزكاة قربة مالية ليكون شكرا للاغنياء الذين فضلهم الله فى الدنيا بالاستمتاع بلذيذ العيش بسبب سعتهم فى صنوف الاعمال وما تقدموا شرطية اى أى شئ من الخيرات صلاة او صدقة او غيرهما تقدموه وتسلفوه لمصلحة انفسكم { تجدوه } اى ثوابه وجزاءه لا عينه لان عين تلك الاعمال لا تبقى ولان وجدان عينها لا يرغب فيه { عند الله } اى محفوظا عنده فى الآخرة فتجدوا الثمرة واللقمة فيها مثل احد ولفظ التقديم اشارة الى ان المقصود الاصلى والحكمة الكلية فى جميع ما انعم الله تعالى به على المكلفين فى الدنيا ان يقدموه الى معادهم ويدخروه ليومهم الآجل كما جاء فى الحديث " ان العبد اذا مات قال الناس ما خلف وقالت الملائكة ما قدم " { إن الله بما تعملون بصير } اى عالم لا يخفى عليه القليل ولا الكثير من الاعمال والعمل غير مقيد بالخير او الشر فهو عام شامل للترغيب والترهيب فالترغيب من حيث انه يدل على انه تعالى يجازى على القليل من الخير كما يجازى على الكثير والترهيب من حيث انه يجازى على القليل والكثير من الشر ايضا فلا يضيع عنده عمل عامل. وعن عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه انه مر ببقيع الغرقد فقال السلام عليكم اهل القبور اخبار ما عندنا ان نساءكم قد تزوجن ودوركم قد سكنت واموالكم قد قسمت فأجابه هاتف يا ابن الخطاب اخبار ما عندنا ان ما قدمناه وجدناه وما انفقناه فقد ربحناه وما خلفناه فقد خسرناه ولقد احسن القائل
قدم لنفسك قبل موتك صالحا واعمل فليس الى الخلود سبيل   
قال السعدى
توغافل درانديشه سود ومال كه سرمايه عمر شد بايمال غبار هوا جشم عقلت بدوخت سموم هوا كشت عمرت بسوخت بكن سرمه غفلت از جشم باك كه فرداشوى سرمه درجشم خاك   
اعلم ان الانسان اذا مات انقطع عمله الا ان يبقى بعده واحد من الاعمال الاربعة التى لا ينقطع اجرها. الاول ما يتولد من مال الانسان كبناء المساجد والجسور والرباط والاوقاف وغير ذلك من الخيرات كما قال السعدى فى البستان
ازان كس كه خيرى بماندروان دمادم رسد رحمتش برروان نمرد آنكه ماند بس ازوى بجاى بل ومسجد وخان ومهمان سراى هران كونماند از بسش ياد كار درخت وجودش نياورد بار وكر رفت وآثار خيرش نماند تشايد بس مرك الحمد خواند   

السابقالتالي
2