الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَكَانَتِ ٱمْرَأَتِي عَاقِراً وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ ٱلْكِبَرِ عِتِيّاً }

{ قال } استئناف مبنى على السؤال كأنه فماذا قال زكريا حينئذ فقيل قال { رب } ناداه تعالى بالذات مع وصول خطابه تعالى اليه بتوسط الملك للمبالغة فى التضرع والمناجاة والجد فى التبتل اليه تعالى والاحتراز عما عسى يوهم خطابه للملك من توهم ان علمه بما صدر عنه متوقف على توسطه كما ان علم البشر بما يصدر عنه سبحانه متوقف على ذلك فى عامة الاوقات { انى } جكونه { يكون لى غلام } اى كيف او من اين يحدث لى غلام { و } الحال انه قد { كانت امرأتى عاقرا } لم تلد فى شبابها وشبابى فكيف وهى عجوز الآن { وقد بلغت } انا { من الكبر } من اجل كبر السن { عتيا } يبوسة وجفافا كالعود اليابس من قولهم عتا العود اذا يبس وعتا الشيخ اذا كبر وهرم وولى ويقال لكل شئ انتهى قد عتا وانما استعجب الولد من شيخ فان وعجوز عاقر اعترافا بان المؤثر فيه كمال قدرته وان الوسائط عند التحقيق ملغاة فانى استعجاب واستبعاد من حيث العبادة لا من حيث القدره. قال الامام فان قيل لم تعجب زكريا بقوله { انى يكون لى غلام } مع انه طلبه قلنا تعجب من ان يجعلهما شابين ثم يرزقها الولد او يتركهما شيخين ويلدان مع الشيخوخة يدل عليه قوله تعالىرب لا تذرنى فردا وانت خير الوارثين فاستجبنا له ووهبنا له يحيى واصلحنا له زوجه } اى اعدنا له قوة الولادة انتهى. وفى الاسئلة المقحمة اراد من التى يكون منه هذا الولد أمن هذه المرأة وهى عاقر ام من امرأة اخرى اتزوج بها او مملوكة.