الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلاَّ بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذٰلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً }

{ وما نتنزل الا بامر ربك } قال مجاهد " ابطأ الملك على رسول الله عليه السلام ثم اتاه فقال له عليه السلام " ما حبسك يا حبرائيل " قال وكيف آتيكم وانتم لا تقصون اظفاركم ولا تأخذون شواربكم ولا تنقون براجمكم ولا تستاكون ثم قرأ { وما نتنزل الا بامر ربك } " كما فى اسباب النزول وسفية الابرار وفى الحديث " نقوا براجمكم " وهى مفاصل الاصابع والعقد التى على ظهرها يجتمع فيهاالوسخ واحدها برجمة وما بين العقدتين يسمى راجبة والجمع رواجب وذلك مما يلى ظهرها وهو قصبة الاصبع فلكل اصبع برجمتان وثلاث رواجب الا الابهام فان له برجمة وراجبتين فامر بتنقيته لئلا يدرن فيبقى فيه الجنابة ويحول الدرن بين الماء والبشرة ذكره القرطبى. وقال بعض المفسرين وهو حكاية لقول جبريل حين استبطأه رسول الله لما سئل عن اصحاب الكهف وذى القرنين والروح فلم يدر كيف يجيب ورجا ان يوحىاليه فيه فابطأ عليه اربعين يوما او خمسة عشر فشق عليه ذلك مشقة شديدة وقال المشركون ودعه ربه وقلاه فلما نزل بيان ذلك قال له " ابطأت علىّ حتى ساء ظنى واشتقت اليك " قال جبريل انى كنت اشوق ولكنى عبد مأمور اذا بعثت نزلت واذا حبست احتبست " فانزل الله هذه الآية وسورة والضحى. والتنزل النزول على مهل لانه مطاوع للتنزيل والمعنى قال الله لجبريل قل لمحمد وما نتنزل وقتا غب وقت الا بامر الله على ما تقتضيه حكمته { له } اى لله بالاختصاص { ما بين ايدينا } من الامور الاخروية الآتية { وما خلفنا } من الامور الدنيوية الماضية { وما بين ذلك } ما بين ما كان وما سيكون اى من هذا الوقت الى قيام الساعة. وفى التأويلات النجمية { له ما بين ايدينا } من التقدير الازلى { وما خلفنا } من التدبير الابدى { وما بين ذلك } من ازل الى الابد انتهى. ونظيره قوله تعالىيعلم ما بين ايديهم وما خلفهم } { وما كان ربك نسيا } فراموشكار يعنى ازحال توآكاهست هركاه كه خواهد مارا بتوفرستد. قال اهل التفسير فعيل بمعنى فاعل من النسيان بمعنى الترك اى تاركا لك كما زعمت الكفرة وان تأخر عنك الوحى لمصلحة او بمعنى نقيض الذكر الذى هو الغفلة اى غافلا عنك.