الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ أُولَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ أَنْعَمَ ٱللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ ٱلنَّبِيِّيْنَ مِن ذُرِّيَّةِ ءَادَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَٱجْتَبَيْنَآ إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُ ٱلرَّحْمَـٰنِ خَرُّواْ سُجَّداً وَبُكِيّاً }

{ اولئك } اشارة الى المذكورين فى هذه السورة من زكريا الى ادريس وهو مبتدأ خبره قوله { الذين انعم الله عليهم } بانواع النعم الدينية والدنيوية واصناف المواهب الصورية والمعنوية وقد اشير الى بعض ما يخص كلا منهم { من النبيين } بيان للموصول ونظيره فى سورة الفتحوعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة } { من ذرية آدم } بدل منه باعادة الجار يقال ذرأ الشئ كثر ومنه الذرية مثلثة لنسل الثقلين كما فى القاموس { وممن حملنا مع نوح } اى ومن ذرية من حملنا معه فى سفينته خصوصا وهم من عدا ادريس فان ابراهيم كان من ذرية سام بن نوح { ومن ذرية ابراهيم } وهم الباقون { واسرائيل } عطف على ابراهيم اى ومن ذرية اسرائيل اى يعقوب وكان منهم موسى وهارون وزكريا ويحيى وعيسى. وفيه دليل عى ان اولاد البنات من الذرية لان عيسى من مريم وهى من نسل يعقوب { وممن هدينا واجتبينا } اى ومن جملة من هديناهم الى الحق واصطفيناهم للنبوة والكرامة قالوا من فيه للتبيين ان عطف على من النبيين وللتبعيض ان عطف على ومن ذرية آدم { اذا تتلى } تقرأ { عليهم } على هؤلاء الانبياء { آيات الرحمن } اى آيات الترغيب والترهيب فى كتبهم المنزلة { خروا } سقطوا على الارض حال كونهم { سجدا } ساجدين جمع ساجد { وبكيا } باكين جمع باك واصله بكويا والمعنى ان الانبياء قبلكم مع مالهم من علو الرتبة فى شرف النسب وكمال النفس والزلفى من الله تعالى كانوا يسجدون ويبكون لسماع آيات الله فكونوا مثلهم وفى الحديث " اتلوا القرآن وابكوا فان لم تبكوا فتباكوا " يقالوا تباكى فلان اذا تكلف البكاء اى ان لم تبك اعينكم فلتبك قلوبكم يعنى تحزنوا عند سماع القرآن فان القرآن نزل بحزن على المحزونين. قال الكاشفى كلام دوست مهيج شوقست جون آتش شوق بركانون دل بر افروخته كردد ازديده خون ريختن كيرد
اى دريغا اشك من دريايدى تانثار دلبر زيبا بدى اشك كان ازبهر آن بارند خلق كوهرست واشك بندارندخلق   
قال فى التأويلات النجمية { خروا } بقلوبهم على عتبة العبودية { سجدا } بالتسليم للاحكام الازلية { وبكيا } بكاء السمع بذوبان الوجود على نار الشوق والمحبة انتهى. قالوا ينبغى ان يدعو الساجد فى سجدته بما يليق بآياتها فههنا يقول اللهم اجعلنى من عبادك المنعم عليهم المهديين الساجدين لك الباكين عند تلاوة آياتك وفى آية الاسراء اللهم اجعلنى من الباكين اليك الخاشعين لك وفى آية تنزيل السجدة يقول اللهم اجعلنى من الساجدين لوجهك المسبحين بحمدك واعوذ بك ان اكون من المستكبرين عن امرك. قال الكاشفى اين سجدهُ نجمست از سجدات كلام الله حضرت شيخ قدس سره اين سجده را كه بجهت تلاوة آيات رحمانى مى بايد سجود انعام عام كفته وكريه كه متفرع براوست انرا كريه فرح وسرور ميداند جه رحمت رحمانيست مقتضى لطف ورأفت است وموجب بهجت ومسرت بس نتيجه او طربست نه اندوه وتعب.