الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً } * { آتُونِي زُبَرَ ٱلْحَدِيدِ حَتَّىٰ إِذَا سَاوَىٰ بَيْنَ ٱلصَّدَفَيْنِ قَالَ ٱنفُخُواْ حَتَّىٰ إِذَا جَعَلَهُ نَاراً قَالَ آتُونِيۤ أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً }

{ قال } ذو القرنين { ما مكنى } بالادغام وقرئ بالفك اى الذى مكننى وبالفارسية آنجه دست رس داده مرات { فيه ربى } وجعلنى فيه مكينا قادرا من الملك والمال وسائر الاسباب { خير } مما تريدون ان تبذلوه الىّ من الخراج فلا حاجة لى اليه ونحوه قول سليمان عليه السلام { فما آتانى الله خير مما آتاكم } { فاعينونى بقوة } بفعله وصناع يحسنون البناء والعمل وبآلات لا بد منها فى البناء { اجعل } جواب الامر { بينكم وبينهم ردما } حاجزا حصينا وحجابا عظيما. وبالفارسية حجابى سخت كه بعضى ازان بربعضى مركب باشد وهو اكبر من السد واوثق يقال ثوب مردم اى فيه رقاع فوق رقاع وهذا اسعاف بمرامهم فوق ما يرجونه. وفى التأويلات النجمية قوله تعالى { آتونى زبر الحديد } تفسير للقوة فيكون المراد بها ترتيب الآلات. وزبر جمع زبرة كغرف جمع غرفة وهى القطعة الكبيرة وهذا لا ينافى رد خراجهم لان المأمور به الايتاء بالثمن والمناولة ولان ايتاء الآلة من قبيل الاعانة بالقوة دون الخراج على العمل. قال فى القصص قالوا من اين لنا من الحديد ما يسع هذا العمل فدلهم على معدن الحديد والنحاس ولعل تخصيص الامر بالايتاء دون سائر الآلات من الصخور ونحوها لما ان الحاجة اليها امس اذ هى الركن فى السد. قال الكاشفى منقولست كه فرمود تاخشتها ازآهن بساختند بفارغ دلى جابجا تن زدند همه روزشب خشت آهن زدند وحكم كرد تاميان آن كوه را جهار هزار قدم بود درشصت وبنج كز عرض بكنند تا بآب رسيد. وفى القصص قاس ما بين الصدفين فوجده ثلاثة اميال. وقال بعضهم حفر ما بين السدين وهو مائة فرسخ حتى بلغ الماء وجعل الاساس من الصخر والنحاس المذاب بدل الطين لها والبنيان من زبر الحديد بين كل زبرتين الحطب والفحم { حتى اذا } تاجون { ساوى بين الصدفين } الصدف منقطع الجبل او ناحيته وبين مفعول كبين السدين اى آتوه اياها فجعل يبنى شيئا فشيئا حتى اذا جعل ما بين ناحيتى الجبلين مساويا لهما فى السمك يعنى ملأ ما بينهما الى اعلاهما وكان ارتفاعه مائتى ذراع وعرضه خمسين ذراعا ثم وضع المنافخ حوله { قال } للعملة { انفخوا } على زبر الحديد بالكير والنار { حتى اذا جعله } اى المنفوخ فيه وهو زبر الحديد { نارا } كالنار فى الحرارة والهيئة واسناد الجعل المذكور الى ذى القرنين مع انه فعل الفعلة للتنبيه على انه العمدة فى ذلك وهم بمنزلة الآلة { قال } للذين يتولون امر النحاس من الاذابة ونحوها { آتونى } قطرا اى نحاسا مذابا { افرغ عليه قطرا } الافراغ الصب اى اصبب على الحديد المحمى قطرا فحذف الاول لدلالة الثانى عليه واسناد الافراغ الى نفسه للسر الذى وقفت عليه آنفا
بهر روى فرشى برانكيختند برو روى حل كرده مى ريختند