الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ وَرَبُّكَ ٱلْغَفُورُ ذُو ٱلرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُم بِمَا كَسَبُواْ لَعَجَّلَ لَهُمُ ٱلْعَذَابَ بَل لَّهُم مَّوْعِدٌ لَّن يَجِدُواْ مِن دُونِهِ مَوْئِلاً }

{ وربك } مبتدأ خبره قوله { الغفور } البليغ فى المغفرة وهى صيانة العبد عما استحقه من العقاب للتجاوز عن ذنوبه من الغفر وهو الباس الشئ ما يصونه من الدنس { ذو الرحمة } الموصوف بالرحمة وهى الانعام على الخلق خبر بعد خبر وايراد المغفرة على صيغة المبالغة دون الرحمة للتنبيه على كثرة الذنوب وان المغفرة ترك المضار وهو سبحانه قادر على ترك ما لا يتناهى من العذاب واما الرحمة فهى فعل وايجاد ولا يدخل تحت الوجود الا ما يتناهى وتقديم الوصف الاول لان التخلية قبل التحلية { لو يؤاخذهم } لو يريد مؤاخذتهم { بما كسبوا } من الذنوب { لعجل لهم العذاب } فى الدنيا من غير امهال لاستيجاب اعمالهم لذلك ولكنه لم يعجل ولم يؤاخذ بغتة { بل لهم موعد } بالفارسية زمان وعد فهو اسم زمان والمراد يوم بدر او يوم القيامة فيعذبون فيه و { لن يجدوا } البتة حين مجيئ الموعد { من دونه } من غيره تعالى { موئلا } منجى وملجأ يقال وأل اى نجا ووأل اليه اى لجأ اليه وقيل من دون العذاب. قال سعدى المفتى هو اولى وفيه دلالة على ابلغ وجه على ان لا ملجأ لهم ولا منجى فان من يكون ملجأه العذاب كيف يرى وجه الخلاص والنجاة انتهى. ويجوز ان يكون المعنى لن يجدوا عند حلول الموعد موئلا بالفارسية يناهى وكريز كاهى وهو اللائح والله اعلم.