الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَٰتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي ءَاذَانِهِمْ وَقْراً وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَىٰ ٱلْهُدَىٰ فَلَنْ يَهْتَدُوۤاْ إِذاً أَبَداً }

{ ومن اظلم } استفهام على سبيل التوبيخ اى من اشد ظلما { ممن ذكر بآيات ربه } اى وعظ بالقرآن الكريم { فاعرض عنها } لم يتدبرها ولم يتفكرها { ونسى ما قدمت يداه } ولما كان الانسان يباشر اكثر اعماله بيديه غلب الاعمال باليدين على الاعمال التى تباشر بغيرهما حتى قيل فى عمل القلب هو مما عملت يداك وحتى قيل لمن لا يدين له يداك. قال بعضهم احق الناس تسمية بالظلم من يرى الآيات فلا يعتبر بها ويرى طريق الخير فيعرض عنها ويرى مواقع الشر فيتبعها ولا يجتنب عنها { انا جعلنا } اعمالهم كما فى تفسير الشيخ { على قلوبهم اكنة } اغطية جمع كنان وهو تعليل لاعراضهم ونسيانهم بانهم مطبوع على قلوبهم { ان يفقهوه } كراهة ان يقفوا على كنه الآيات وتوحيد الضمير باعتبار القرآن { و } جعلنا { فى آذانهم وقرا } ثقلا وصمما يمنعهم عن استماعه. وفيه اشارة الى ان اهل اللغو والهذيان لا يصيخون الى القرآن قال الكمال الخجندى قدس سره
دل ازشنيدن قرآن بكير درهمه وقت جوباطلان زكلام حقت ملولى جيست   
{ وان تدعهم الى الهدى } اى الى طريق الفلاح وهو دين الاسلام { فلن يهتدوا اذا أبدا } اى فلن يكون منهم اهتداء البتة مدة التكليف كلها لانه محال منهم. قال الكاشفى مراد جمع اند از كفار مكة كه علم حق بعدم ايمان ايشان متعلق بود وان جواب عن سؤال النبى صلى الله عليه وسلم وجزاء للشرط اما كونه جوابا فلان قوله { انا جعلنا على قلوبهم اكنة } فى معنى لا تدعهم الى الهدى ثم نزل حرصه عليه السلام على اسلامهم منزلة قوله مالى لا ادعوهم فاجيب بقوله { وان تدعهم } الآية واما كونه جزاء فلانه على انتفاء الاهتداء لدعوة الرسول على معنى انهم جعلوا ما هو سبب لوجود الاهتدآء سببا لانتفائه بالاعراض عن دعوته.