الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَا نُرْسِلُ ٱلْمُرْسَلِينَ إِلاَّ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَيُجَٰدِلُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِٱلْبَٰطِلِ لِيُدْحِضُواْ بِهِ ٱلْحَقَّ وَٱتَّخَذُوۤاْ ءَايَٰتِي وَمَآ أُنْذِرُواْ هُزُواً }

{ وما نرسل المرسلين } الى الامم ملتبسين بحال من الاحوال { الا مبشرين } للمؤمنين والمطيعين بالثواب والدرجات { ومنذرين } للكافرين والعاصين بالعقاب والدركات فان طريق الوصول الى الاول والحذر عن الثانى مما لا يستقل به العقل فكان من لطف الله ورحمته ان ارسل الرسل لبيان ذلك. يقول الفقير اشارة الى ان العلماء الذين هم بمنزلة انبياء بنى اسرائيل رحمة الله من الله تعالى ايضا اذ ببيانهم يضحمل ظلم الشبه وينحل عقد الشكوك وبارشادهم يحصل كمال الاهتداء ويتم امر السلوك { ويجادل الذين كفروا } اى يجادلون الرسل المبشرين والمنذرين { بالباطل } به بيهوده حيث يقولون ما انتم الا بشر مثلنا ولو شاء الله لانزل ملائكة ويقترحون آيات بعد ظهور المعجزات تعنتا { ليدحضوا } ليزيلوا { به } بالجدال { الحق } الذى مع الرسل من مقره ومركزه ويبطلوه من ادحاض القدم وهو ازلاقها عن موطنها والدحض الزلق. ومن بلاغات الزمخشرى حجج الموحدين لا تدحض بشبه المشبه كيف يضع ما رفع ابراهم ابرهه وفى المثنوى
هركه برشمع خدا آرد بفو شمع كى ميرد بسوزد بوزاو   
{ واتخذوا آياتى } الدالة على الوحدة والقدرة ونحوها { وما انذروا } خوفوا به من العذاب { هزوا } سخرية يعنى موضع استهزاء فيكون من باب الوصف بالمصدر مبالغة.