الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَـٰذَا ٱلْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ ٱلإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً }

{ ولقد صرفنا } اى اقسم قسما لقد كررنا وادرنا على وجوه كثيرة من النظم { فى هذا القرآن للناس } لمصلحتهم ومنفعتهم { من كل مثل } كمثل الرجلين المذكورين ومثل الحياة الدنيا ليتذكروا ويتعظوا او من كل معنى داع الى الايمان هو كالمثل فى غرابته وحسنه. قال الكاشفى ازهر مثل بران محتاجند ازقصص كذشته كه سبب عبرت كردد ودلائل قدرت كامله كه موجب ازدياد بصيرت شود حق تعالى بمحض فضل عميم دركتاب كريم وحكم قديم
آنجه مر جمله را بكار آيد كفته است آنجنانكه مى آيد   
{ وكان الانسان } جنس الانسان بحسب جبلته { اكثر شئ جدلا } جدلا تمييز اى اكثر الاشياء التى يتأتى منها الجدل كالجن والملك اى جدله اكثر من جدل كل مجادل وهو ههنا شدة الخصومة بالباطل لاقتضاء خصوصية المقام والا فالجدل لا يلزم ان يكون بالباطل قال تعالىوجادلهم بالتى هى احسن } وهو من الجدل الذى هو الفتل والمجادلة الملاواة لان كلا من المجادلين يلتوى على صاحبه وفى الحديث " ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه الا اولوا الجدل " رواه ابو امامة كما فى تفسير ابى الليث. قال فى التأويلات النجمية من طبيعة الانسان المجادلة والمخاصمة وبها يقطعون الطريق على انفسهم. فتارة مع الانبياء يجادلون لا يقبلون بالنبوة والرسالة حتى يقاتلونهم وتارة يجادلون فى الكتب المنزلة ويقولون ما انزل الله على بشر من شئ. وتارة يجادلون فى محاكماتها وتارة يجادلون فى متشابهاتها. وتارة يجادلون فى ناسخها ومنسوخها. وتارة يجادلون فى تفسيرها وتأويلها. وتارة يجادلون فى اسباب نزولها. وتارة يجادلون فى قراءتها. وتارة يجادلون فى قدمها وحدوثها على هذا حتى لم يفرغوا من المجادلة الى المجاهدة ومن المخاصمة الى المعاملة ومن المنازعة الى المطاوعة ومن المناظرة الى المواصلة فلهذا قال تعالىوكان الانسان اكثر شئ جدلا } ومن هذا عالجهم بقولهقل الله ثم ذرهم } الآية ومن كلمات مولانا قدس سره
ما راجه ازين قصه كه كاو آمد وخر رفت اين وقت عزيزست ازين عربده بازآمى   
فعلى العاقل ان يشتغل بنفسه ويترك المراء والجدل فان مرجعه هو النقيض والتمزيق للغير وهو من مقتضى السبعية وفى الحديث " لا يستكمل عبد حقيقة الايمان حتى يدع المراء وان كان محقا " فاذا لزم ترك الجدال وهو محق فكيف وهو مبطل اعاذنا الله تعالى واياكم منه بفضله وجعلنا من المتكلمين بالخير والمعرضين عن لغو الغير قال تعالىواذا مروا باللغو مروا كراما } الآية وقالواذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما }